كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة
68…
وهب، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن يزيد المقرئ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، فقالوا: سماعهم منه صحيح (1).
فإطلاق الهيثمي - رحمه الله - بأن حديثه حسن، فيه نظر.
وقد خولف ابن لهيعة في الجملة الأخيرة من الحديث، حيث رواها مسلم (2) والفاكهي (3) والبيهقي (4)، كلهم من طريق معقل ابن عبيد الله الجزري، عن أبي الزبير به بلفظ: (لا يحل لاحدكم أن يحمل بمكة السلاح).
وقد ثبت لفظ ابن لهيعة من حديث علي وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما كما سيأتي إن شاء الله (5).
لكن الحديث قد تقدم بعضه من طريق سفيان الثوري عن أبي الزبر، رواه مسلم وغيره (6)، وقد أشار إلى ذلك الهيثمي بقوله: ((في الصحيح طرف من أوله)) (7).
ورواه أيضاً ابن أبي خيثمة (8) من طريق عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ... وأنا أحرم المدينة، فهي حرام كمكة، ما بين حرتيها وحاميتها (9) وشجرها إلا أن يعلف رجلبعيره، والملائكة حرس على أنقابها وأبوابها، لا يقربها - إن شاء الله - الدجال ولا الطاعون).
__________
(1) انظر المجروحين: لابن حبان (11/ 2)، والميزان للذهبي (482/ 2) وتهذيب التهذيب لابن حجر (378/ 5).
(2) صحيح مسلم: (رقم 1356).
(3) أخبار مكة: (349/ 2 رقم 1646).
(4) السنن الكبرى: (155/ 5).
(5) سيأتي برقم: (31، 32).
(6) تقدم برقم: (12).
(7) مجمع الزوائد: (302/ 3).
(8) تاريخ ابن أبي خيثمة: (ق 60/ب).
(9) حاميتها - كذا - فإما أن تكون تحريفا والصواب فيه (حماها) كما تقدم في حديث ابن لهيعة وإما أن تكون (حامتها): اي ما قرب منها لأن حامة الشيء ما قرب منه، انظر النهاية لابن الاثير (446/ 1، ويوضح هذا حديث أبي هريرة السابق (رقم: 10) وفيه: (وجعل أثني عشرميلا حول المدينة حمى). وهذه الحمى هي المرادة - والله أعلم - في حديث ابن لهيعة، والمعنى: حرم ما بين حرتي المدينة وكذلك حماها.