كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة
73…
17 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المدينة حرم، فمن أحدث فيها حدثاً، أو آوى محدثاً، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة عدل ولا صرف)) (1).
رواه مسلم (2) - واللفظ له -والإمام أحمد (3)، وأبو عوانة (4)، كلهم من طريق سيمان بن مهران الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به.
وعند أبي عوانة من طرق مالك بن سعير عن الأعمش به بلفظ: (المدينة حرم ما بين لابتيها).
ورواه البيهقي (5) من طريق أحمد بن عبد الجبار العطاردي عن أبي معاوية - محمد بن خازم - عن الأعمش به بلفظ: (المدينة حرم ما بين عير إلى ثور ... ) الحديث.
وأحمد بن عبد الجبا ((ضعيف)) (6) فقوله: (ما بين عير إلى ثور) منكر من هذا الوجه، لانه مخالف لرواية أبي عوانة المتقدمة، وهي صحيحة من حديث علي رضي الله عنه كما سيأتي.
(7).
والحديث رواه الإمام أحمد (8) من طريق معاوية بن عمرو الأزدي عن زائدة بن قدامة عن الأعمش به موقوفاً بنحو لفظ مسلم، ورواه حسين بن علي الجعفي عن زائدة مرفوعاً عند مسلم، وتابع زائدة قطبة بن عبد العزيز - عند الإمام أحمد - ومالك بن سعير
__________
(1) الحدث: الأمر الحادث المنكر الذي ليس بمعتاد ولا معروف في السنة. والمحدث:- بكسر الدال - الجاني كما في النهاية لابن الاثير (351/ 1) وهو يشمل الجناية على الناس بظلمهم وإيذائه، والجناية على الدين بالابتداع فيه. والعدل: الفدية، وقيل: الفريضة 0 والصرف: التوبة، وقيل: النافلة. ذكره ابن الاثير في النهاية (190/ 3).
(2) صحيح مسلم: (رقم: 1371).
(3) المسند: (526/ 2).
(4) مسند أبي عوانة: (3/ق 78/أ).
(5) السنن الكبرى: (196/ 5).
(6) انظر الميزان الذهبي: (112/ 1)، والتقريب لابن ججر: (رقم: 64).
(7) سيأتي برقم: (31).
(8) المسند: (398/ 2).