كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة

75…
ورواه نافع بن أبي نعيم القاري (1) وزمعةبن صالح (2) عنه عن أبي هريرة مختصراً.
لكن الراوي عن نافع عبد الله بن جعفر وهو ضعيف (3)، وزمعة بن صالح ضعيف (4) أيضاً.
وقد سئل الدارقطني عن حديث عاصم بن عمرو عن علي فذكر أكثر الطرق المتقدمة والخلاف فيها، ثم توقف عن الحكم عليه حيث قال: ((والأشبه بالصواب لا أحكم فيه بشيء)) (5).
ثم سئل مرة أخرى عن حديث عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه فذكر الخلاف فيه على سعيد المقبري، ثم قال: ((ويشبه أن يكون القول قول الليث ومن تابعه، لان الليث من اثبت الناس في حديث سعيد المقبري.
والله أعلم)) (6).
وكذلك ابنابي ذئب من أثبت الناس في سعيد المقبري، بل قال يحيى بن معين: ((أثبت الناس في سعيد - يعني: المقبري - ابن أبي ذئب)) (7).
ويضاف إلى ذلك ان ابن أبي ذئب اكثر ملازمة لسعيد المقبري من الليث بن سعد لانهما مدنيان، والليث مصري، فالاشبه بالصواب - والله أعلم - أن يكون الطريقان محفوظين.
وسيأتي حديث أبي هريرة وعلي رضي الله عنهما (8).
19 - عن أبي هريرة رضي الله عنه، ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم إن إبراهيم خليلك ونبيك، وإنك حرمت مكة على لسان إبراهيم اللهم وأنا عبدك ونبيك، وإني أحرم ما بين لابتيها).
__________
= هو عاصم بن عمر - وفي رواية: ابن عمرو - ((حجازي ثقة)) كما في التقريب (رقم 3072).
(1) رواه الطبراني في الصغير (247/ 2 رقم: 1106)، ومن طريقه الخطيب في تاريخه (292/ 13).
(2) رواه المفضل الجندي في فضائل المدينة (رقم: 60).
(3) التقريب لابن حجر: (رقم: 3255).
(4) المصدر السابق: (رقم: 2035).
(5) العلل: (79/ 4 - 81).
(6) المصدر السابق: (2/ق 57/أ).
(7) تهذيب التهذيب لابن حجر: (40/ 4).
(8) سيأتي حديث أبي هريرة رضي الله عنه (رقم: 102) وحديث علي رضي الله عنه (برقم: 105).

الصفحة 75