كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة

9…
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا فضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أرسله ربه بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون.
أما بعد: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاثة عشر عاماً يدعو إلى توحيد الله عز وجل وإفراده بالعبادة، فلم يستجب له من أهلها الا القليل، ولم يكتفوا بذلك، بل وقفوا في وجهه صلىالله عليه وسلم، وضيقوا عليه وعلى أصحابه الذين أسلموا معه، فأذن الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة، تعلقت قلوب المؤمنين بها، وتطلعت أبصارهم إليها، ولا تزال قلوب المؤمنين معلقة ومستقرة، وفيها مسجده، ومنها خرجت جيوش الإسلام الأولى .... وليس هذا فحسب، بل ازدادت المدينة شرفاً بورود عدد كبير من الأحاديث النبوية الدالة على فضلها، والمرغبة في سكناها والموت بها، والمحذرة من إحداث الحدث بها، وإيذاء أهلها.
وهي مبنثوثة في كتب السنة المطهرة، وتواريخ المدين، لا يكاد يخلو كتاب - من تلك الكتب - من أحاديث منها. وليست تلك الأحاديث كلها صحيحة، بل فيها الصحيح وغيره.
لذلك فإن الحاجة ماسة لجمع تلك الأحاديث، وإفرادها في مصنف واحد، مع تمييز صحيحها من سقيمها، لتسهل الاستفادة منها.
ومن الجدير بالذكر أن موضوع فضائل المدينة قد أفرده بعض العلماء بالتصنيف في وقت مبكر، فمن تلك المصنفات:
1 - فضائل المدينة لأبي سعيد المفضل بن محمد الجندي المتوفي سنة 308هـ ـ وهي رسالة صغيرة اشتملت على ثمانية وسبعين حديثاً وأثراً بالمكرر، ساق المؤلف الأحاديث بأسانيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهي مطبوعة، وقد استفدت منها.

الصفحة 9