كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة
90…
أنس - قال: ((وأخرج البخاري عن أبي سلمة، عن عبد الواحد عن عاصم، عن أنس، ((أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم المدينة))، قال موسى بن أنس: ((أو آوى محدثاً)).
وهذا وهم من البخاري أو من أبي سلمة، لان مسلما أخرجه عن حامد، عن عبد الواحد، قال فيه: فقال النضر بن أنس.
وهو الصواب)) (1).
ونقل القاضي عياض قول الدارقطني هذا وأقره عليه (2).
وفي بعض ما قاله الدارقطني - رحمه الله - نظر من عدة أوجه:
1 - إن رواية مسلم لم تصرح باسم ابن أنس كما تقدم، وبذلك جزم الحافظ ابن حجر (3).
وقال ابن حجر أيضاً: (( ... والذي سماه النضر هو مسدد عن عبد الواحد، كذا أخرجه في ((مسنده))، وأبو نعيم في ((المستخرج)) من طريقه، وق رواه عمرو بن أبي قيس عن عاصم، فبين أن بعضه عنده عن أنس نفسه، وبعضه عن النضر بن أنس عن أبيه، أخرجه أبو عوانة في ((مستخرجه)) وأبو الشيخ في ((كتاب الترهيب)) جميعاً من طريقه، عن عاصم، عن أنس. قال عاصم: ولم أسمع من أنس ((أو آوى محدثاً)). فقلت للنضر: ما سمعت هذا - يعني: القدر الزائد من أنس 0 قال: لكني سمعته منه أكثر من مائة مرة)) (4).
2 - تابع البخاري على الرواية السابقة أبو بكر بن أبي خيثمة حيث رواها عن أبي سلمة التبوذكي كما تقدم، فبرئت عهدة البخاري من نسبة الوهم إليه.
3 - جزم الدارقطني في ((العلل)) أن الوهم في ذكر موسى بن أنس من عبد الواحد بن زياد، حيث سئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال: ((هذا حديث رواه عبد الواحد بن زياد فقال في آخره: قال موسى بن أنس: ((أو آوى محدثاً)) فوهم في قوله ((موسى بن أنس)).
والصحيح ما رواه شريك، وعمرو بن أبي قيس، عن عاصم الأحوال، عن أنس، وفي آخره: فقال النضر بن أنس: ((أو آوى محدثاً)) (5).
__________
(1) التتبع: (ص: 471 - 472).
(2) مشارق الأنوار على صحاح الآثار: (401/ 1).
(3) فتح الباري: (281/ 13)، والنكت الظراف على الأطراف: (247/ 1).
(4) فتح الباري: (281/ 3).
(5) ذكره أبو علي الجياني في تقييد المهمل وتمييز المشكل: (ص: 352) القسم المطبوع في التنبيه على الأوهام الواقعة في الصحيحين (قسم البخاري).