كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة

91…
ولا يضر هذا الخلاف في تسمية ابن أنس في صحة هذه الزيادة، لان موسى والنضر ابني أنس ثقتان (1)، والصحيح أن راويها هو النضر كما قال الدارقطني رحمه الله.
والحديث رواه أيضاً مسلم (2)، وابن أبي شيبة (3)، والإمام أحمد (4)، وأبو يعلي (5)، والبيهقي (6)، والذهبي (7)، كلهم من طريق يزيد بن هارون عن عاصم الأحوال قال: سألت أنساً: (أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة؟ قال: نعم، هي حرام، لا يختلى خلاها، فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) واللفظ لمسلم وعند غيره: (هي حرام حرمها الله ورسوله، لا يختلى ... )
وقد اختصر يزيد بن هارون هذا الحديث اختصاراً غير المعنى حيث جعل الوعيد باللعن لمن يخلتي خلاها، والذين رووا الحديث عن عاصم: عبد الواحد بن زياد عند البخاري ومسلم وابن أبي خيثمة، وثابت بن يزيد عند البخاري وابن أبي خيثمة والبيهقي، وحماد بن سلمة عند الإمام أحمد، وإسماعيل بن زكريا عند ابن أبي خيثمة، وشريك بن عبد الله عند الطحاوي.
كلهم ذكروا الوعيد باللعن لمن أحدث فيها حدثاً (8)، فتبين أن رواية يزيد بن هارون مختصرة.
ورواه أيضاً البخاري (9)، والإمام أحمد (10)، وابن أبي خيثمة (11)، والطحاوي (12)، والبيهقي (13)، كلهم من طريق عاصم الأحوال عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (المدينة حرم من كذا إلى كذا، لا يقطع شجرها، ولا يحدث فيها
__________
(1) التقريب لابن حجر: (رقم: 6945، 7131).
(2) صحيح مسلم: (رقم: 1366).
(3) المصنف: (200/ 14 رقم: 18076)
(4) المسند: (199/ 3).
(5) مسند أبي يعلى: (91/ 7 رقم: 4027)
(6) السنن الكبرى: (197/ 5)
(7) معجم شيوخ الذهبي (المعجم الكبير): (249/ 2).
(8) بعض هذ الطرق وردت باللفظ الآتي بعد سطرين.
(9) صحيح البخاري: (81/ 4 رقم: 1876).
(10) المسند: (238/ 3، 242).
(11) تاريخ ابن أبي خيثمة: (ق 60/ب، 61/أ).
(12) شرح معاني الآثار: (193/ 4)
(13) السنن الكبرى: (197/ 5).

الصفحة 91