كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة
94…
خازم، وحفض بن غايث، ووكيع بن الجراح وغيرهم حيث رووه عن الأعمش، عن إبراهيم عن ابيه عن علي رضي الله عنه. كما تقدم.
وبعض النقاد نسب الخطأ إلى شعبة، فقال عبد الله بن أحمد بن حنبل- بعد رواية حديث إبراهيم عن أبيه-: (( ... إلا أن شعبة خالفهم قال: عن الحارث بن سويد فأخطأ، إنما هو: عن إبراهيم التيمي عن أبيه، وهو الصواب إن شاء الله)).
وقال الدارقطني: (( ... والمحفوظ قول الثوري ومن تابعه)) (1).
ورواه الطبراني في ((الأوسط)) (2) من طريق سعاد بن سليمان، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه أنه دعا بسيفه، فأخرج من بطن السيف أديما عربياً، فقال: ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا شيئاً غير كتاب الله الذي أنزل، إلا وقد بلغته غير هذا، فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لكل نبي حرم، وحرمي المدينة، فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً (3)، فلا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً).
قال الطبراني: ((لم يرو هذا الحديث عن سعاد بن سليمان إلا سهل بن حماده)).
وقال الهيثمي: ((رواه الطبراني في ((الأوسط)) ورجاله موثقون، وفي بعضهم كلام)) (4).
وسعاد قال فيه أبو حاتم الرازي: ((كان من عتق الشيعة، وليس بقوي في الحديث)) (5).
وقال الحافظ ابن حجر: ((صدوق يخطئ، وكان شيعياً) (6).
وتابعه حجاج بن أرطاة، عن عون بن أبي جحفية، رواه الدارقطني (7)، إلا أنه لم
__________
(1) علل الدارقطني: (153/ 4 - 154 سؤال رقم: 181).
(2) المعجم الأوسط: (2/ق 113/أ).
(3) هكذا في ((المعجم الأوسط))، وسقط منه: (فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) كما تدل عليه الروايات السابقة واللاحقة.
(4) مجمع الزوائد: (301/ 3).
(5) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: (324/ 4).
(6) التقريب: (رقم: 2225).
(7) سنن الدارقطني: (98/ 3).