كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة

96…
ما بين حرتيها وحماها (1) كله، لا يختلى خلاها ولا ينفر صيدها، ولا تلتقط لقطتها إلا لمن أشاد (2) بها، ولا تقطع منها شجرة إلا أن يعلف رجل بعيره، ولا يحمل فيها السلاح لقتال ... ) الحديث.
ورواه عبد الله بن أحمد (3)، والنسائي (4)، من طريق عمر بن عامر السلمي، ورواه النسائي أيضاً من طريق همام (5) كلاهما عن قتادة به مختصراً، ليس فيه ذكر المدينة.
قال الشيخ أحمد شاكر: ((إسناده صحيح)) (6)، وقال شيخنا الألباني: ((أخرجه الإمام أحمد ... بسند صحيح على شرط مسلم)) (7).
وفي هذا التصحيح نظر، لأن أبا حسان الأعرج لم يسمع من علي رضيالله عنه، قال أبو حاتم الرازي: ((ولم يصح عندي أنه سمع من علي رضي الله عنه)) (8)، وقال أبو زرعة الرازي: ((أبو حسان عن علي مرسل)) (9).
لكن الحديث قد رواه إبراهيم بن طهمان (10) - ومن طريقه النسائي (11) - عن
__________
(1) ذكر نور الدين علي بن أحمد السمهودي هذا الحديث في وفاء الوفاء: (91/ 1 - 92) بلفظ: (ما بين حرتيها وجمامها)، وذكر أن جمام المدينة ثلاث وهي مما يلي حرتها الغربية من جهة المغرب، والحرة بين الجمام والمدينة، والذي في المسند والمعرفة (حماها) بالحاء المهملة كما تقدم وكذا نقله الحافظ ابن حجر في فتح الباري (85/ 4)، والعيني في عمدة القاري (233/ 10) من المسند، وكذلك وردت هذه اللفظة (حماها) في حديث جابر المتقدم برقم: (13).
(2) الإشادة رفع الصوب بالشيء، والمراد: تعريف اللقظة وإنشادها، قاله ابن الأثير في جامع الأصول: (307/ 9).
(3) زيادات عبد الله على مسند أبيه: (122/ 1).
(4) سنن النسائي: (20/ 8) ووقع في السنن عمرو، والصواب ما أثبته كما في تقريب التهذيب وأصوله.
(5) سنن النسائي: (24/ 8).
(6) تعليقه على مسند أحمد: (198/ 2).
(7) إرواء الغليل: (251/ 4 رقم: 1058).
(8) ابن أبي حاتم: المراسيل: (ص: 216).
(9) المصدر السابق.
(10) مشيخة إبراهيم بن طهمان: (رقم: 51).
(11) سنن النسائي: (24/ 8).

الصفحة 96