كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة
97…
الحجاج بن الحجاج الباهلي، ورواه الدارقطني من طريق حفص بن غياث عن حجاج بن أرطأة (1) كلاهما عن قتادة، عن أبي حسان، عن مالك بن الحارث الأشتر عن علي رضي الله عنه فجود الحجاجان إسناده بإدخال الأشر بين أبي حسان وعلي رضي الله عنه.
ورواه ابن أبي خيثمة (2) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت البناتي - وحميد الطويل عن الحسن أن قيس بن عباد وجارية بن قدامة قال لهما علي - رضي الله عنه:- ما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم عهداًلم يعهده إلى الناس إلا كتاب في قراب سيفي، فأخرج الكتاب، فإذا فيه: (إنه لم يكن نبي إلا وله حرم، وإني حرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة لا يحمل فيها سلاحاً لقتال). قال ابن أبي خيثمة: ثم ذكر نحو حديث الأعمش.
ورواه الإمام أحمد (3)، وأبو داود (4)، وعبد الله بن أحمد (5)، والنسائي (6)، والبزار (7)، وأبو يعلى (8)، من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن، عن قيس بن عباد، قال: انطلقت أنا والأشتر إلى فقلنا: هل عهد إليك نبي الله صلى الله عليه وسلم شيئاً لم يعهده إلى الناس؟ ... فذكر الحديث مختصراً ليس فيه ذكر المدينة.
ورجال الإسنادين ثقات.
ولا تعارض بين ذكر جارية بن قدامة في الطريق الأول وذكر الأشتر في الطريق الثاني لاحتمال أنهم كانوا حاضرين جميعاً حين تكلم علي رضي الله عنه.
وهذه الطرق السابقة يعضد بعضها بعضاً، وبعض الرواة ذكر ما لم يذكره غيره.
قال الحافظ ابن حجر: ((والجمع بين هذه الأخبار أن الصحيفة المذكورة كانت مشتملة
__________
(1) سنن الدارقطني: (98/ 3).
(2) تاريخ ابن أبي خيثمة: (ق 61/أ).
(3) المسند: (122/ 1).
(4) سنن أبي داود: (667/ 4 رقم: 4530).
(5) كتاب السنة: (538/ 2 رقم: 1248).
(6) سنن النسائي: (19/ 8)، ورواه أيضاً في السنن الكبرى: كما في تحفة الأشراف: (439/ 7).
(7) مسند البزار: (290/ 2 - 291 رقم: 714).
(8) مسند أبي يعلى: (282/ 1، 462 رقم: 338، 628).