كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة
98…
على مجموع ما ذكر، فنقل كل راو بعضها، واتمها سياقاً طريق أبي حسان - كما ترى والله أعلم)) (1).
32 - عن أبي سعيد بكر بن عمرو مولى المهري أنه أصابهم بالمدينة جهد وشدة، وأنه أتى أبا سعيد الخدري فقال له: إني كثير العيال، وقد أصابتنا شدة، فأردت أن أنقل عيالي إلى بعض الريف، فقال أبو سعيد: لا تفعل، الزم المدينة، فإنا خرجنا مع نبي الله صلى الله عليه وسلم - أظن أنه قال -: حتى قدمنا عسفان (2) ... )) الحديث، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم (اللهم إن إبراهيم حرم مكة فجعلها حرماً، وإني حرمت المدينة حراماً ما بين مأزميها (3) ان لا يهراق فيه دم، ولا يحمل فيها سلاح لقتال، ولا يخبط فيها شجرة الا لعلف، اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم بارك لنا في صاعنا، اللهم بارك لنا في مدنا، اللهم بارك لنا في صاعنا، اللهم بارك لنا في مدنا، اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم اجعل مع البركة بركتين، والذي نفسي بيده، ما من المدينة شعب، ولا نقب إلا عليه ملكان يحرسانها حتى تقدموا إليها ... ).
وراه مسلم (4) - واللفظ له - والنسائي - في الكبرى (5) وأبو عوانة (6)، والبيهقي (7)، كلهم من طريق يحيى بن أبي إسحاق، عن مولى المهري به.
__________
(1) فتح الباري: (85/ 4).
وقد جمع الدكتور رفعت فوزي عبد المطلب بعض طرق هذه الصحيفة والألفاظ الواردة فيها ونشرها في كتاب بعنوان: ((صحيفة علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دراسة توثيقية فقهية))
(2) عسفان - بضم العين وسكون السين - بلدة بين مكة والمدينة تبعد عن مكة ثمانين كيلا. انظر: معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية لعاتق البلادي (ص: 208).
(3) المأزم: المضيق في الجبال حيث يلتقي بعضها ببعض، ويتسع ما وراءه، النهاية لابن الاثير: (288/ 4)، وقد يطلق على الجبل نفسه. ذكره ابن حجر في فتح الباري: (83/ 4). وعلى هذا التفسير يتفق هذا الحديث مع حديث أنس (رقم: 9) بلفظ: ((ما بين جبليها)) وحديث علي (رقم: 31) (ما بين عير إلى ثور).
(4) صحيح مسلم: (رقم: 1374).
(5) كما في تحفة الأشراف (للمزي: 489/ 3).
(6) مسند أبي عوانة: (3/ق 78/أ-ب).
(7) السنن الكبرى للبيهقي: (201/ 5).