كتاب جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف

وعن الحالة الثالثة أجاب -رحمه الله- بقوله: "وأما إخراجهم منها: فنصّ تعالى على عدمه بقوله: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} 1، وبقوله {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا} 2، وبقوله: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ} 3"4.
وأما الحالة الرابعة، فقد أجاب عنها -رحمه الله- بقوله: "وأما تخفيف العذاب عنهم: فنصّ تعالى على عدمه بقوله: {وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ} 5، وقوله: {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاّ عَذَاباً} 6، وقوله: {لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُون} 7، وقوله: {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً} 8، وقوله: {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً} 9، وقوله تعالى {لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ} 10، وقوله: {وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ} 11. ولا يخفى أنّ قوله: {وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا} 12، وقوله {لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ} 13: كلاهما فعل في سياق النفي؛ فحرف النفي ينفي المصدر الكامن في الفعل، فهو في معنى: لا تخفيف للعذاب عنهم، ولاتفتير له. والقول بفنائها يلزمه تخفيف العذاب وتفتيره المنفيان في هذه الآيات، بل يلزمه ذهابهما رأسا، كما أنه يلزمه نفي ملازمة العذاب المنصوص عليها
__________
1 سورة البقرة، الآية [167] .
2 سورة السجدة، الآية [20] .
3 سورة المائدة، الآية [37] .
4 دفع إيهام الاضطراب 10/125.
5 سورة فاطر، الآية [36] .
6 سورة النبأ، الآية [30] .
7 سورة الزخرف، الآية [75] .
8 سورة الفرقان، الآية [65] .
9 سورة الفرقان، الآية [77] .
10 سورة آل عمران، الآية [88] .
11 سورة المائدة، الآية [37] .
12 سورة فاطر، الآية [36] .
13 سورة الزخرف، الآية [75] .

الصفحة 526