كتاب جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف

إلا إذا كان في طريقه، أو إبّان قدومه".
ويروي لنا د/عبد الله بن الشيخ قصة عن والده في سبب تأثره بمعتقد السلف، فيقول: "قال لي الشيخ - رحمة الله عليه أنه مرة جالت يده على كتاب في البلاد لرجل يسمى بالمبجل، فإذا هو يقول:
"كيف يصف الله نفسه بصفة، ويأتي العبد وينفيها عنه، والله يقول: {أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} ، وكلام قريب من هذا ففهمت أنّ هذا هو الحقّ".
ويؤكد الشيخ محمد الأمين بن الحسين هذه القصة وأنه سمعها من الشيخ - رحمه الله -، لكنه لايرتضي قول من قال: "إنه تأثر بهذا الكتاب، وإنما هو رأى كتاباً وافيا في عقيدة أهل السنة والجماعة فاستحسنه، ولا يدلّ ذلك على أنه تأثر به، ويقول: "فهمت منه أنّ الكتاب كتاب جميل في موضوع العقيدة السلفية، ليس إلا".
وأخيرا أختم هذا المبحث ببيان أنّ العبرة بالخواتيم، وأنّ الشيخ - رحمه الله - من أولئك الذين أكرمهم الله بالانتصار لمذهب السلف، والدفاع عنه، والدعوة إليه، والاعتناء به تدريساً وتأليفاً.
وقد نقد الشيخ الأمين - رحمه الله - منهج المتكلمين، وامتدح مذهب السلف، ورأى أنّ الإنسان العاقل لابدّ أن يصير إلى مذهب السلف في النهاية؛ فقال - رحمه الله - في معرض كلامه على مذهب المتكلمين: "وكلّ مذهب هذا حاله فإنه جدير بالعاقل المفكر أن يرجع عنه إلى مذهب السلف" 1.
وقال لي الشيخ محمد الناجي أيضاً أتيت إليه مرة بكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله-، وقلت له: "ياشيخ ماذا في هذا الكتاب، هل هو كتاب طيب؟ فقال لي: هذا كتاب ليس فيه من أوله إلى آخره إلا آيات وأحاديث، واقرأه إن شئت".
__________
1 أضواء البيان 7/468.

الصفحة 68