كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 37)

١٧٨٠٤ - عن الأسود بن يزيد النَّخَعي، عن عائشة، قالت:
«لما ثقل رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة، فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس، قالت: فقلت: يا رسول الله، إن أبا بكر رجل أسيف، وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس، فلو أمرت عمر، فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس، قالت: فقلت لحفصة: قولي له، فقالت له حفصة: يا رسول الله، إن أبا بكر رجل أسيف، وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس، فلو أمرت عمر، فقال: إنكن لأنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس، قالت: فأمروا أبا بكر يصلي بالناس، فلما دخل في الصلاة، وجد رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم من نفسه خفة، قالت: فقام يهادى بين رجلين، ورجلاه تخطان في الأرض، حتى دخل المسجد، فلما سمع أَبو بكر حسه ذهب ليتأخر، فأومأ إليه رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: أن قم كما أنت، فجاء رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم حتى جلس عن يسار أَبي بكر، وكان رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يصلي بالناس قاعدا، وأَبو بكر قائما، يقتدي أَبو بكر بصلاة رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم والناس يقتدون بصلاة أَبي بكر» (¬١).
- وفي رواية: «لما مرض رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم مرضه الذي مات فيه، جاءه بلال يؤذنه بالصلاة، فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس، قلنا: يا رسول الله، إن أبا بكر رجل أسيف، قال الأعمش: رقيق، ومتى ما يقوم مقامك يبكي، فلا يستطيع،

⦗١٤٨⦘
فلو أمرت عمر؟ قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس، قلنا: يا رسول الله، إن أبا بكر رجل أسيف، ومتى يقوم مقامك يبكي، فلا يستطيع، فلو أمرت عمر يصلي بالناس؟ قال: مروا أبا بكر يصلي بالناس، فإنكن صواحب يوسف، فأرسلنا إلى أَبي بكر فصلى بالناس، فوجد النبي صَلى الله عَليه وسَلم من نفسه خفة، فخرج يهادى بين رجلين، ورجلاه تخطان في الأرض، فلما أحس به أَبو بكر ذهب يتأخر، فأومأ إليه النبي صَلى الله عَليه وسَلم: أي مكانك، فجاء النبي صَلى الله عَليه وسَلم حتى جلس إلى جنب أَبي بكر، فكان أَبو بكر ياتم بالنبي صَلى الله عَليه وسَلم والناس ياتمون بأَبي بكر» (¬٢).
---------------
(¬١) اللفظ لأحمد (٢٦٤٠١).
(¬٢) اللفظ لأحمد (٢٦٢٨٠).

الصفحة 147