كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 37)

١٧٨٠٨ - عن مسروق بن الأجدع، عن عائشة، قالت:
«أغمي على النبي صَلى الله عَليه وسَلم فلما أفاق قال: أصلى الناس؟ قالت: فقلنا: لا، قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس، قالت: فقلنا: يا رسول الله، إن أبا بكر رجل أسيف، (قال عاصم: الأسيف: الرقيق الرحيم)، وإنه متى يقم مقامك لا يستطيع أن يصلي بالناس، قالت: ثم أغمي عليه، ثم أفاق، فقال مثل ذلك، فردت عليه ثلاث مرات، فقال: إنكن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس، فقالت: فوجد النبي صَلى الله عَليه وسَلم من نفسه خفة، فخرج بين بريرة ونوبة، تخط نعلاه، إني لأرى بياض بطون قدميه، وأَبو بكر يؤم الناس، فلما رأه أَبو بكر ذهب يتأخر، فأومأ إليه: أن لا يتأخر، قالت: فقام أَبو بكر بجنب النبي صَلى الله عَليه وسَلم والنبي صَلى الله عَليه وسَلم قاعد، يصلي أَبو بكر بصلاة النبي صَلى الله عَليه وسَلم والناس يصلون بصلاة أَبي بكر» (¬١).
- وفي رواية: «أغمي على رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ثم أفاق، فقال: أصلى الناس؟ قلنا: لا، قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس، فقلت: يا رسول الله، إن أبا بكر رجل

⦗١٥٤⦘
أسيف، إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس، قال عاصم: والأسيف: الرقيق الرحيم، قال: مروا أبا بكر أن يصلي بالناس، قال ذلك ثلاث مرات، كل ذلك أرد عليه، قالت: فصلى أَبو بكر بالناس، ثم إن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وجد خفة من نفسه، فخرج بين بريرة ونوبة، إني لأنظر إلى نعليه تخطان في الحصى، وأنظر إلى بطون قدميه، فقال لهما: أجلساني إلى جنب أَبي بكر، فلما رأه أَبو بكر ذهب يتأخر، فأومأ إليه: أن اثبت مكانك، فأجلساه إلى جنب أَبي بكر، قالت: فكان رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يصلي وهو جالس، وأَبو بكر قائم يصلي بصلاة رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم والناس يصلون بصلاة أَبي بكر» (¬٢).
---------------
(¬١) اللفظ لابن أبي شيبة.
(¬٢) اللفظ لابن حبان (٢١١٨).

الصفحة 153