كتاب قواعد معرفة البدع

ولهذه القاعدة أهمية بالغة في إبطال البدع والرد على أهلها، حيث اعتمد أئمة السلف - كثيرًا - على هذه القاعدة في مناظراتهم للمبتدعة والرد عليهم.
فمن ذلك: أن الإمام الشافعي قال لبشر المريسي: (أخبرني عما تدعو إليه؟ أكتاب ناطق وفرض مفترض وسنة قائمة ووجدت عن السلف البحث فيه والسؤال) فقال بشر: (لا إنه لا يسعنا خلافه) فقال الشافعي: (أقررت بنفسك على الخطأ. . .) (¬1).
وقال الإمام أحمد لابن أبي دؤاد يسأله: (خبِّرني عن هذا الأمر الذي تدعو الناس إليه: أشيء دعا إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) قال: (لا ...) قال: (ليس يخلو أن تقول: علموه أو جهلوه؛ فإن قلتَ علموه وسكتوا عنه وسعنا وإياك من السكوت ما وسع القوم، وإن قلتَ: جهلوه وعلمتَه أنت فيا لكع بن لكع يجهل النبي - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدون رضي الله عنهم شيئًا وتعلمه أنت وأصحابك) (¬2).
وإليك فيما يأتي ما يقرر هذه القاعدة من كلام أهل العلم:

1 - قال سعيد بن جبير: (ما لم يعرفه البدريون فليس من الدين) (¬3).
¬_________
(¬1) انظر صون المنطق والكلام (30).
(¬2) انظر الشريعة (63).
(¬3) أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (1/ 771) برقم 1425، وانظر مجموع الفتاوى (4/ 5) وقد تقدم.

الصفحة 135