كتاب قواعد معرفة البدع

الشرعي؛ إذ السنة شرعًا هي طريقة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه. والبدعة هي ما كان مخالفًا لطريقة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه.
فالسنة والبدعة - في المعنى الشرعي - لفظان متقابلان، فمن ذلك.
قول النبي - صلى الله عليه وسلم -:
«ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة، فتمسكٌ بسنة خير من إحداث بدعة» (¬1).
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «فإن لكل عابد شرة، ولكل شرة فترة؛ فإما إلى سنة وإما إلى بدعة، فمن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك» (¬2).

المسألة السادسة: العلاقة بين البدعة والمعصية
أ - وجوه اجتماع البدعة مع المعصية:
1 - أن كلاً منهما منهي عنه، مذموم شرعًا، وأن الإثم يلحق فاعله، ومن هذا الوجه فإن البدع تدخل تحت جملة المعاصي (¬3).
¬_________
(¬1) أخرجه أحمد في مسنده (4/ 105).
(¬2) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 158).
(¬3) انظر الاعتصام (2/ 60).

الصفحة 28