كتاب قواعد معرفة البدع

وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «فعليكم بسني وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ» (¬1) وقول الصحابي إذا خالفه نظيره ليس بحجة، فكيف إذا انفرد به عن جماهير الصحابة (¬2).
ومما يحسن بيانه في هذا المقام:
منهج السلف الصالح من جهة عملهم بالأدلة الشرعية أو تركهم العمل ... بها (¬3).
ذلك أن كل دليل شرعي لا يخلو من ثلاثة أقسام:
1 - أن يكون معمولاً به في السلف المتقدمين دائمًا أو أكثريًا.
2 - أن يكون معمولاً به عند السلف قليلاً أو في وقت ما.
3 - ألا يثبت فيه عن السلف المتقدمين عمل.
وبيان ذلك:
أما القسم الأول وهو أن يكون معمولاً به دائمًا أو أكثريًا، فلا
¬_________
(¬1) أخرجه أبو داود في سننه (4/ 200، 201) برقم 4607، والترمذي في سننه (5/ 44) برقم 2676، وقال حديث حسن صحيح، والحديث صححه الألباني في ظلال الجنة في تخريج السنة لابن أبي عاصم: رقم (27، 54)
(¬2) انظر اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 745، 748).
(¬3) انظر الموافقات (3/ 56 - 71).

الصفحة 90