كتاب النفح الشذي في شرح جامع الترمذي (اسم الجزء: 1)

موطنه الأصلي بإشبيلية، حيث أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر فقال في ترجمة المؤلف: وكان ابن عمه خَيِّرًا، قائدًا، حاجبًا بإشبيلية (¬1)، وقد كان المؤلف على صلة بباقي أسرته هناك، رغم استقراره بمصر، فقد كتب قصيدة طويلة في مدح ابن عمه المذكور، وأرسلها إليه (¬2).
وأما العِلْم، فقد اشتهر من أسرته جماعة من العلماء بالأندلس ومصر وإفريقيا (¬3)، وخير دليل على ذلك سياق نسب المؤلف في تراجمه، إذ يقول التاج ابن السبكي عنه: الحافظ الأديب ... بن الفقيه أبي عمرو بن الحافظ أبي بكر (¬4).
وقد كان لهذه البيئة العلمية أثرها في نشاة المؤلف نشأة علمية حديثية مبكرة، وكان والده أحد شيوخه في علم الحديث (¬5) وروى عنه عدة كتب بسنده عن شيوخه (¬6).
كما ذكرت مصادر ترجمته أنه كان له، أو لوالده مكتبة تحوي أمهات كتب السنة (¬7). وتسلسلت بعض رواياته عن أبيه عن جده (¬8) ونقل في كتابه عيون الأثر عن بعض تعاليق جده عن شيوخه (¬9).
ولم تقتصر عناية والده به على جهده هو، بل إنه أحضره في سنة مولده
¬__________
(¬1) الدرر الكامنة 4/ 330.
(¬2) المصدر السابق / 334.
(¬3) الحديث بإفريقية من القرن السادس الهجري إلى القرن الثامن/ رسالة ماجستير في السنة وعلومها، إعداد الشيخ ضو سالم مسكين التونسي، بكلية أصول الدين بالرياض سنة 1406 هـ شاركْتُ في مناقشته فيها.
(¬4) طبقات الشافعية لابن السبكي 9/ 268.
(¬5) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 390.
(¬6) عيون الأثر للمؤلف 2/ 347.
(¬7) الدرر الكامنة 4/ 330، وفوات الوفيات 3/ 288 والوافي بالوفيات 1/ 292.
(¬8) الوافي بالوفيات 1/ 311.
(¬9) عيون الأثر للمؤلف 2/ 347.

الصفحة 19