كتاب النفح الشذي في شرح جامع الترمذي (اسم الجزء: 1)

فاتفق وصوله عند موت الفخر ابن البخاري فتألم لذلك (¬1).
وحدد الاسنوي الموضع الذي وصله ابن سيد الناس عند موت ابن البخاري فقال: ورحل إلى الشام سنة 690 هـ ليدرك الفخر بن البخاري، فمات وهو بالكسوة (¬2) أقول: والكسوة هذه قرية على مشارف دمشق بالنسبة للخارج إلى القاهرة (¬3) وعندما نراجع تاريخ وفاة ابن البخاري نجده محددًا بضحى يوم الأربعاء 2 ربيع الأخر سنة 690 هـ (¬4).
ومقتضى هذا أن ابن سيد الناس وصل الكسوة المشار إليها آنفًا في هذا التاريخ ووصل منها إلى دمشق بعد يومين أي في 4 أو 5 ربيع الآخر سنة 690 هـ.
وهذا يُشكِلُ عليه ما ذكره الذهبي وغيره من أن الفاروثي الذي وجده ابن سيد الناس في دمشق، قد دخلها سنة 691 هـ (¬5) فكيف يلقاه ابن سيد الناس فيها في ربيع الأخر أوما بعده من شهور سنة 690 هـ؟. خاصة وأن عبارة ابن سيد الناس تفيد سبق وجود الفاروثي على دخوله هو، حيث يقول كما تقدم: (ثم دخَلْت دمشق في حدود سنة 690 هـ فألفَيت بها الشيخ ... إلخ هـ؛ فلا أرى هذا يستقيم، إلا إذا قيل: إن في تحديد تاريخ أي منهما وهمًا أو تجاوزًا.
وعلى كل فإن تألم ابن سيد الناس لعدم ادراك السماع من ابن البخاري؛ لأنه كان متفردًا بالرواية عن شيوخ كثيرة (¬6) وانتهت إليه الرياسة في الرواية (¬7)
¬__________
(¬1) الدرر 4/ 330.
(¬2) طبقات الشافعية للإسنوي 2/ 510.
(¬3) معجم البلدان 7/ 252 بتصرف.
(¬4) ذيل ابن رجب على طبقات الحنابلة 2/ 329.
(¬5) العبر للذهبي 5/ 381 ط الكويت وذيل ابن فهد على تذكرة الحفاظ / 86.
(¬6) ذيل ابن رجب على طبقات الحنابلة 2/ 329.
(¬7) المصدر السابق.

الصفحة 24