كتاب النفح الشذي في شرح جامع الترمذي (اسم الجزء: 1)

قلت لم أقف على هذا القول محكيًا عن مذهب الشافعي، في غير كتاب الترمذي، فقد قال الإمام الرافِعي (¬1) في كتابه في شرح وجيز
¬__________
= ما ورد فيه فقط وهو النهي عن الاستقبال المطلق/ شرح الأبي على مسلم 2/ 41، وبالتالي لا يشمل النهي الاستدبار مطلقًا.
أما ابن العربي فذكر أن أبا حنيفة أخذ جواز الاستدبار من حديث ابن عمر الآتي في الباب التالي، وهو أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- على حاجته مستقبل الشام، مستدبر الكعبة، ورآه ناسخًا لحديث النهي، ثم رد ابن العربي ذلك بعدم توفر شروط الناسخ في حديث ابن عمر/ العارضة 1/ 26، 27.
ورد هذا القول عمومًا النووي بأن أصحاب هذا القول محجوجون بالأحاديث الصحيحة المصرحة بالنهي عن الاستقبال والاستدبار جميعًا، والله أعلم/ المجموع 2/ 83 / وشرح مسلم 2/ 272، وقال الشوكاني: إنه مذهب باطل، لأن النهي عن الاستدبار وارد في الأحاديث الصحيحة، وهو زيادة يتعين الأخذ بها/ نيل الأوطار 1/ 96.
(¬1) بفتح الراء وكسر الفاء بعد الألف وفي آخرها العين المهملة، قيل إنها نسبة إلى "رافعان" بلدة من بلاد قزوين، ورُدَّ هذا بأنه ليس بنواحي قزوين بلدة بهذا الإسم، وإنما رافعان نسبة عند العجم بمعنى "الرافعي" عند العرب، وقد اشتهر الرافعي عند العجم بـ "الإمام رافعان" أي "الرافعي وذلك نسبة إلى أحد أجداده الأعلين، وهو الصحابي الجليل "رافع بن خَدِيج" رضي الله عنه، كما كان الرافعي نفسه يكتبه بخطه، ورجحه العلائي.
وهو عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم بن الفضل، إمام الدين، أبو القاسم، القزويني الرافعي، الشافعي، كان إمامًا في الفقه والتفسير والحديث والأصول وغيرها، ولُقب بمجتهد زمانه في مذهب الشافعي، وله مؤلفات، منها: شرح الوجيز المذكور في الأصل، وشرح مسند الشافعي وهو كتاب نفيس، والتدوين في ذكر أهل العلم بقزوين وهما مخطوطان حتى الآن، وقد توفي الرافعي بقزوين في ذي القعدة سنة 623 هـ، وقيل أول سنة 624 هـ/ انظر الأنساب للسمعاني =

الصفحة 589