كتاب النفح الشذي في شرح جامع الترمذي (اسم الجزء: 1)

وفي معنى الاستغفار في هذا الحل، أقوال رأيتها عن العلماء:
1 - فمنهم من يقول المراد نستغفر الله لباني الكنيف على هذه الصفة (¬1) الممنوعة [عنده] (¬2) / وإنما حملهم على هذا التأويل أنه إذا انحرف عنها لم يَفعل ممنوعًا؛ فلا يَحتاج إلى الاستغفار (¬3).
2 - ومنهم من يقول: إنما استغفر لنفسه (¬4)، قال شيخنا القشيري -رحمه الله-: ولعل ذلك لأنه [استقبل واستدبر] (¬5) بسبب
¬__________
= ثانيهما: أن هذا مذهَبُه ولم ينقله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- صريحًا، وقد خالفه فيه غيره من الصحابة/ المجموع 2/ 82.
وقد استنبط ابن دقيق العيد من قول أبي أيوب هذا حُكمًا أُصوليًا هامًا فقال: "وفيه دليل على أن للعموم صيغةً عند العرب وأهل الشرع، على خلاف ما ذهب إليه بعض الأصوليين" وتوسع في تقرير ذلك ومناقشة بعضِ مَن أولُعَ مِن معاصريه بجوانب من الموضوع/ انظر إحكام الأحكام 1/ 48، 49.
(¬1) في إحكام الأحكام المنقول عنه هذا القول نصًا "الصورة" 1/ 49، 50، ولكن في نيل الأوطار كما في الأصل، ولعله نقل عن المؤلف.
(¬2) ليست بالأصل وأثبتها من الإحكام 1/ 50 والنيل 1/ 57 وأضاف ابن العربي قائلًا: فإن الاستغفار للمذنبين سنة/ العارضة 1/ 25.
(¬3) إحكام الأحكام لابن دقيق العيد 1/ 50.
(¬4) وقرر ابن دقيق العيد: أن هذا القولَ هو الأقرب/ انظر المصدر السابق، وهذا ترجيح له عنده على بقية الآراء؛ ولكن المؤلف حذف هذا الترجيح من كلام شيخه، دون أن يذكر بديلًا عنه أوْرَدًا له.
(¬5) ليست بالأصل وأثبتها من المصدر السابق/ نفس الموضع، واقتصر ابن العربي على ذكر الاستقبال فقط/ العارضة 1/ 25.

الصفحة 615