كتاب النفح الشذي في شرح جامع الترمذي (اسم الجزء: 2)

وفي "الجنائز" عن الحسن بن مسلم (¬1) توفي سنة تسع (¬2) عشرة
¬__________
(¬1) تعليقًا مجزومًا بلفظ: "قال أبان بن صالح .. " البخاري مع الفتح - باب الإذخر والحشيش في القبر/ البخاري مع الفتح 3/ 213.
(¬2) كذا الأصل، والذي في أغلب مصادر الترجمة التي ذكرت وفاته "بضع"، وهو أولى من التحديد بتسع، لأن "البضع" يشمل التسع فما دونها، وقد قرر ابن سعد ومن تبعه أن "أبان" ولد سنة 60 هـ وعاش خمسًا وخمسين سنة، ثم قرروا وفاته سنة بضع عشرة ومائة/ طبقات ابن سعد 6/ 234، 235 وتهذيب الكمال 1/ 47 وتقريب التهذيب/ 87، ولعل السبب في عدم تحديد ابن سعد سنة الوفاة بالضبط هو عدم تأكده من الشهر الذي ولد فيه "أبان" من سنة 60 هـ، فأصبح الأمر يحتمل ولادته في بداية السنة المذكورة، وبالتالي تكون الوفاة في نهاية سنة 114 هـ أو بداية سنة 115 هـ، ويحتمل ولادته في آخر السنة، وبالتالي تكون الوفاة في نهاية سنة 115 هـ أو بداية سنة 116 هـ على الأكثر، وسيجيء تحديد الذهبي بذلك، أما قول صاحب تراجم الأحبار إنه بناء على جزم ابن سعد بسنة الولادة وبمدة عمر أبان يتعين أنه مات سنة 114 هـ فلا وجه لهذا التعيين، طالما لم نقف على شهر المولد من سنة 60 هـ / انظر تراجم الأحبار 1/ 111، وقد جاء في الخلاصة/ 15 نقلًا عن طبقات ابن سعد تحديد الوفاة بسنة 115 هـ، وهذا خلاف ما وجدته في المطبوع من طبقات ابن سعد كما تقدم، ومخالف أيضًا لما في أصل الخلاصة وهو تذهيب تهذيب الكمال 1 / ق 30، فقد اتفق الكل على ذكر "البضع" لكن الذهبي ذكر أن أبان مات كهلًا مع قتادة/ الكاشف 1/ 74، ثم في ترجمة قتادة ذكر أنه مات سنة 118 أو سنة 116 هـ الكاشف 2/ 396، وتحرَّف سنة 116 هـ في المطبوع إلى سنة 117 هـ، وما أثبته من مخطوطة الكاشف، ومع أن الذهبي صدر تحديد وفاة قتادة بسنة 118 هـ ثم ذكر التحديد سنة 116 هـ بلفظ "قيل"، مما يشير إلى عدم ترجيحه له، إلا أنه يبدو أنه هو الراجح في وفاة كل من قتادة وأبان، لاتفاقه مع تحديد عمر أبان، وسنة ميلاده، على تقدير أنه ولد آواخر سنة 60 هـ كما قدمت، وعليه يكون التحديد الذي في الأصل هنا بـ "سنة 116 هـ" غير راجح ومحتمل للتحريف من "بضع" إلى "تسع"، والله أعلم.

الصفحة 696