كتاب السيرة النبوية وأخبار الخلفاء لابن حبان

فاحلبها، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشاة فمسح ضرعها وذكر اسم الله عليه وقال:
«اللهم! بارك لها في شاتها» ، فتفاجت «1» ودرت واجترت، فدعا بإناء لها يربض «2» الرهط، فحلب فيه «3» ثجا حتى علاه البهاء «3» ، فسقاها فشربت حتى رويت، وسقا أصحابه فشربوا حتى رووا و «4» شرب آخرهم، وقال: «ساقي «5» القوم آخرهم شربا» ، فشربوا جميعا عللا «6» بعد نهل حتى أراضوا «7» ، ثم حلب فيه ثانيا «8» عودا على «8» بدء «9» ، فغادره «10» عندها ثم ارتحلوا عنها، فقل «11» ما لبثت فجاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا له حفلا «12» عجافا يتساوكن «13» هزلا «14» ، مخهن قليل، لا نقى «15» بهن.
فلما رأى اللبن عجب وقال: من أين لك «16» هذا والشاء عازب ولا حلوبة في البيت؟ فقالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت، قال:
والله إني أراه صاحب قريش الذي نطلبه «17» ، صفيه لي يا أم معبد! قالت: رأيت
__________
(1) أي صارت لها فجوة، وفي ف «فتفاحت» خطأ.
(2) أي يروى، وفي الروض: يشبع.
(3- 3) من الدلائل لأبي نعيم، وفي ف: تجا حتى عليه التمال.
(4) في الروض: ثم.
(5) من وفاء الوفاء 1/ 172، وفي الأصل «لساقي» كذا.
(6) من الروض والدلائل أي ثانيا، وفي ف: خللا.
(7) أي رووا.
(8- 8) في الدلائل: بعد.
(9) من الدلائل، ووقع في ف: يرد- كذا مصحفا.
(10) أي تركه وأبقاه، وفي الروض والدلائل: ثم غادره، ووقع في ف: فغادرها- مصحفا.
(11) التصحيح من الدلائل لأبي نعيم والبيهقي كليهما، ووقع في ف: فقاد- مصحفا.
(12) جمع حافل، يقال ناقة أو شاة حافل: كثير لبنها.
(13) من الدلائل لأبي نعيم: أي يسرن سيرا ضعيفا، وفي الدلائل للبيهقي: تساوكن، وفي ف: يساوكن- كذا.
(14) التصحيح من الدلائل لأبي نعيم، ووقع في ف: هؤلاء- مصحفا، وفي الدلائل للبيهقي: التساوك.
(15) أي لا مخ، وفي ف لا نفي.
(16) التصحيح من الدلائل لأبي نعيم والبيهقي، وفي ف: لكم.
(17) في الأصل: يطلبه.

الصفحة 134