الأنصاري خالد بن زيد بن كليب فأخذ برحله وجاء أسعد بن زرارة فأخذ بزمام راحلته، ثم سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المربد، فقال معاذ بن عفراء: هو لغلامين يتيمين وانا مرضيهما عنه «1» ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا، فقالا: بل نهبه لك، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبل منهما هبة حتى ابتاعه منهما، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد قالوا: يا رسول الله، المرء مع موضع رحله، فنزل على أبي [أيوب] «2» الأنصاري ومنزله في بني غنم بن النجار، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون في بناء المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم اللبن:
هذا «3» الحمال لا حمال «3» خيبر ... هذا أبر [ربنا] «4» وأطهر
اللهم إن الخير خير الآخرة ... فاغفر للأنصار والمهاجرة
وكان عمار بن ياسر جعدا قصيرا وكان ينقل اللبن وقد أغبر صدره فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن سمية «5» ! تقتلك الفئة الباغية وقدم طلق «6» بن «7» علي [على] «8» رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يعين المسلمين في بناء المسجد. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: قربوا الطين من اليمامى «9» فإنه من أحسنكم به مسكا «10» ، ومات أسعد بن
__________
(1- 1) في سيرة ابن هشام «وسأرضيهما منه» وفي الكامل لابن الأثير: وسأرضيهما من ثمنه.
(2) زيد من سيرة ابن هشام وسقط من ف.
(3- 3) من طبقات ابن سعد 2/ 2، وفي ف «الجمال لا جمال» بالجيم.
(4) زيد من الطبقات.
(5) وقع في ف «سهيه» ، خطأ.
(6) وهو رجل من بني حنيفة من أهل اليمامة- راجع وفاء الوفاء 1/ 238.
(7) من وفاء الوفاء: وفي ف «لبن» خطأ-
(8) زيد من وفاء الوفاء.
(9) في ف «اليماني» والتصحيح من وفاء الوفاء.
(10) من وفاء الوفاء، وفي ف «مسا» كذا.