عبد الله رأسه ثم جاء به فقال: يا رسول الله! هذا رأس عدو الله أبي جهل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «آلله الذي لا إله غيره» ؟ فقال ابن مسعود: نعم، والله الذي لا إله غيره! فحمد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك: وكان عبد الرحمن بن عوف صديقا لأمية ابن خلف بمكة: أرغبت عن اسم سماك أبوك؟ فيقول: نعم، فيقول أمية: فإني لا أعرف الرحمن «1» ، فاجعل بيني وبينك [شيئا] «2» أدعوك [به] «2» ، أما أنت فلا تجيبني باسمك الأول وأما أنا فلا أدعوك بما لا أعرف، فقال له عبد الرحمن: قل ما شئت، قال: فأنت عبد الإله، فكان يسميه بمكة عبد الإله، فمر به عبد الرحمن بن عوف في المعركة وهو واقف ومعه ابنه، ومع عبد أدرع يحملها، فلما رآه أمية بن خلف قال: عبد عمرو! فلم يجبه عبد الرحمن، قال: يا عبد الإله! فقال: نعم، فقال: أنا خير لك من هذه الأدرع التي معك، فقال عبد الرحمن: «3» نعم والله «3» «4» هو الله «4» إذا «5» ! فطرح عبد الرحمن الأدرع وأخذ بيده ويد ابنه، فقال له أمية بن خلف: يا عبد الإله! من الرجل منكم «6» المعلم بريشة نعامة في صدره؟ قال: ذلك حمزة بن عبد المطلب، فقال: ذلك «7» الذي فعل بنا الأفاعيل، فبينما عبد الرحمن يقودهما «8» إذ رآهما بلال فقال: رأس الكفر أمية بن خلف! لا نجوت إن نجا! فقال عبد الرحمن: «9» أي بلال! أسيرى «9» ، فقال: لا نجوت إن نجا! فقال عبد الرحمن:
أتسمع يا ابن السوداء قال: لا نجوت إن نجا! ثم صرخ بأعلى صوته: يا أنصار
__________
(1) وكان اسمه عبد عمرو قبل الإسلام، فتسمى حين أسلم عبد الرحمن- كذا في الكامل والسيرة 2/ 70.
(2) زيد من السيرة.
(3- 3) كذا في السيرة والكامل، وفي ف «نعم الله» .
(4- 4) كذا في ف، وليس في السيرة والكامل.
(5) زيد في السيرة «قال» .
(6) زيد في ف «و» خطأ، ولم تكن الزيادة في السيرة والكامل فحذفناها.
(7) في السيرة «ذاك» .
(8) في ف «يعودهما» خطأ.
(9- 9) من السيرة والكامل، ووقع في ف «أبي بلال أبا سيدي» مصحفا.