مات «أبو رغال» وهو «1» الذي رجم قبره، وبعث أبرهة من المغمس رجلا يقال له الأسود بن مقصود «2» على مقدمة خيله، فجمع إليه «3» أهل الحرم «3» ، وأصاب لعبد المطلب مائتي بعير بالأراك «4» ، ثم بعث أبرهة حناطة «5» الحميري إلى أهل مكة فقال «6» : سل عن شريفها ثم أبلغه أني لم آت لقتال، إنما «7» جئت لأهدم هذا البيت، فانطلق حناطة «5» حتى دخل مكة، فلقي عبد المطلب بن هاشم فقال «6» : إن الملك أرسلني إليك ليخبرك أنه لم يأت لقتال إلا أن تقاتلوه، إنما جاء لهدم هذا البيت ثم الانصراف عنكم، فقال «8» عبد المطلب «8» ما عندنا له [قتال] «9» ، فقال: سنخلي بينه [وبين البيت، فإن خلى الله بينه] «9» وبينه فو الله ما لنا به قوة! قال: فانطلق معي إليه، قال «10» : فخرج معه حتى قدم المعسكر «11» وكان «ذو نفر» صديقا لعبد المطلب فأتاه فقال: يا ذا نفر! هل عندكم من غناء فيما نزل بنا؟ فقال:
ما غناء رجل أسير لا يأمن أن [يقتل] «9» بكرة وعشية، ولكن سأبعث لك إلى أنيس
__________
مكة في طريق الطائف مات فيه أبو رغال وقبره يرجم لأنه كان دليل صاحب الفيل فمات هناك، قال أمية بن الصلت الثقفي يذكر ذلك:
إن آيات ربنا ظاهرات ... ما يماري فيهن إلا الكفور
حبس الفيل بالمغمس حتى ... ظل يحبو كأنه معقور
(1) في م «فهو» .
(2) التصحيح من الطبري 2/ 111، وفي م: مقصور، وفي ف: معصور- خطأ، وفي الروض «مفصود» كذا، ولعله «مقصود» .
(3- 3) في م «أموال الحرم» ، وفي الطبري «أموال أهل مكة» .
(4) في المعجم «وهو وادي الأراك قرب مكة يتصل بغيقة» .
(5) من م والروض وابن جرير، وفي ف «خياط» كذا.
(6) في م «ثم قال» .
(7) في ف وس «إذا نا» .
(8- 8) سقط من م.
(9) زيد من م فقط.
(10) سقط من م.
(11) في م والروض «العسكر» .