كتاب السيرة النبوية وأخبار الخلفاء لابن حبان

فرجع بها ترجف فؤاده «1» حتى دخل على خديجة فقال: «زمّلوني زمّلوني!» فزمّلوه حتى ذهب عنه الروع، ثم قال: «يا خديجة! ما لي؟» وأخبرها الخبر وقال: «قد خشيت «2» عليّ، فقالت «3» : كلا! أبشر فو الله لا يخزيك «4» الله أبدا! إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكلّ وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق؛ ثم انطلقت به خديجة [حتى أتت به] «5» إلى «6» ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن قصي- وهو عم خديجة أخو أبيها، وكان امرأ تنصّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي [يكتبه] «5» بالعربية «7» من الإنجيل ما شاء أن «8» يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمر- فقالت له خديجة: أي عم «9» ! اسمع من أخيك، فقال ورقة: يا «6» ابن أخي: ما ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما رأى، فقال ورقة: هذا الناموس «10» الذي أنزل على موسى! يا ليتني أكون فيها جذعا! [يا ليتني] «11» أكون حيا حين يخرجك قومك! فقال [رسول الله صلى الله عليه وسلم] «5» : «أمخرجي «12» هم؟» قال «13» : نعم، لم يأت أحد بمثل «6» ما «14» جئت به إلا عودي وأوذي، وإن يدركني يومك «15» أنصرك
__________
(1) من البخاري، وفي م وف «بوادره» .
(2) في م «خشيته» .
(3) في م «قالت» .
(4) من م وكذا في الطبري، وفي ف «يحزنك» .
(5) من م.
(6) سقط من م.
(7) في متن الصحيح للبخاري «بالعبرانية» وبهامشه «بالعربية» .
(8) من م، وفي ف «أين» .
(9) بهامش ف «عمى» .
(10) الناموس: الوحي وجبريل؛ والناموس أيضا «الشريعة» راجع أقرب الموارد.
(11) من البخاري.
(12) من م وهكذا في الطبري، وفي ف «أخرجني» .
(13) في م «فقال» .
(14) في م «بما» .
(15) من م وكذا في الطبري، وفي ف: قومك.

الصفحة 65