كتاب السيرة النبوية وأخبار الخلفاء لابن حبان

وقد اعتمدنا في هذه النشرة على النسخة التي نشرت في الهند، بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية- بحيدر أباد الدكن بالهند. في سنة 1393 هـ.
بتصحيح وتعليق الحافظ السيد عزيز بك «كامل الحديث من الجامعة النظامية» ، ثم عني بتنقيحه الدكتور محمد عبد المعيد خان مدير الدائرة وعميدها.
ولكن تمتاز طبعتنا هذه بدقة التصحيح والاستدراكات والفهارس الفنية.
منزلة كتاب «السيرة النبوية وأخبار الخلفاء- لابن حبان- من كتب السّيرة:
أولا: مما لا شك فيه أن الحافظ «ابن حبان البستي» يتبوأ مكانة مرموقة بين المحدثين، وأهل التأريخ- قال الإمام السمعاني «1» : «كان أبو حاتم إمام عصره، صنّف تصانيف لم يسبق إلى مثلها» .
وقال الصّلاح الصّفدي «2» «كان من فقهاء الدين، وحفاظ الآثار» .
ووصفه الحافظ ابن حجر العسقلاني «بأنه صاحب فنون، وذكاء مفرط، وحفظ واسع إلى الغاية» «3» .
ووصفه الخطيب البغدادي بقوله: «وكان ابن حبان ثقة نبيلا فاضلا» «4» فهذه شهادات رائعة صادرة عن أئمة عدول، لهم قدم راسخة في العلم، تشهد لابن حبان بالإمامة والمعرفة.
ثانيا: إن الإمام ابن حبان صاحب رحلة في طلب العلم، وقد وفق في رحلته الطويلة أيما توفيق، فقد اجتمع له من الشيوخ والروايات والأخبار الشيء الكثير، فقد جاء في مقدمة صحيحه أنه كتب عن أكثر من ألفي شيخ، وهذا العدد الجمّ من الشيوخ يندر أن تجده في إمام من الأئمة.
__________
(1) الأنساب (2/ 209) .
(2) الوافي بالوفيات (2/ 318) ومثله في طبقات الحفاظ ص 374 للسيوطي.
(3) لسان الميزان (5/ 112) .
(4) سير أعلام النبلاء 16- الترجمة 70.

الصفحة 9