كتاب الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - (اسم الجزء: 1)

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام فيهم فقال: ((أوصيكم بأصحابي, ثمّ الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم, ثم يفشو الكذب حتّى يحلف الرّجل ولا يستحلف, ويشهد الشّاهد ولا يستشهد)) (¬1) , الحديث رواه أحمد والتّرمذيّ.
وقد رواه عن شعبة: أبو داود الطّيالسيّ, عن عبد الملك بن عمير, عن جابر ابن سمرة, عن عمر, وله طرق أُخر, وهو حديث مشهور جيّد, قال ذلك الحافظ ابن كثير في ((إرشاده)) (¬2).
قلت: وفيه ما يدلّ على أنّه أراد بأصحابه أهل زمانه, يفهم (¬3) من قوله: ((ثمّ الذين يلونهم)) , فإنّه جعل أهل زمانه طبقة, ثمّ الذين يلونهم, فلم يكن ليخرج من لم يره ممن أدرك زمانه, مع دخول من لم يره من التّابعين الذين لم يدركوا زمانه.
الأثر الثاني: عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- قال: جاء أعرابي إلى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني رأيت الهلال -يعني رمضان- فقال: ((أتشهد أنّ لا إله إلا الله, وأنّ محمداً رسول الله؟)) قال: نعم. /فقال: ((يا بلال أذّن في النّاس أن يصوموا غداً)) رواه أهل السّنن (¬4) , وابن حبان
¬_________
(¬1) رواه الشافعي في ((الرسالة)): (ص/473 - 474) , وأحمد: (1/ 18, 26) , والتّرمذيّ: (4/ 404) , والحاكم في ((المستدرك)): (1/ 113) , من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
وقد صححه الترمذي, والحاكم, والذّهبيّ, وابن كثير, وأحمد شاكر.
(¬2) (2/ 401).
(¬3) في (س): ((وفهم))!.
(¬4) أخرجه أبو داود: (2/ 754) , والترمذيّ: (3/ 74) , والنّسائي: (4/ 131 - 132) , وابن ماجه: (1/ 529).

الصفحة 104