كتاب الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - (اسم الجزء: 1)

فأمّا قبول الخبر النّبويّ في الأحكام؛ فمقبول من المرأة الصّحابيّة وإن لم تعرف, بدليل هذا الحديث وغيره.
الأثر الثامن: أنّ الكافر كان يأتي النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فيسلم, فيأمره النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -[أن يذهب] (¬1) إلى [قومه] (¬2) داعياً لهم إلى الإسلام ومعلّماً لهم ما علّمه النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - من شرائع الإسلام, وهذا موجود في السّيرة, لكنّها لم تحضرني فأنقله بلفظه (¬3).
ومثل هذا له شواهد كثيرة يعرفها من طالع السّيرة النّبويّة, وفيه دلالة على عدالة الدّاخل في الإسلام, وإلا لوجب أن يبين له النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنّه لا يحل لقومه أن يتعلّموا منه شيئاً حتّى يختبروه بعد إسلامه, وفي هذا الأثر وفي السابع إشارة إلى آثار كثيرة, والله أعلم.
وأما النظر: فلأنّ العدل من ظهر عليه من القرائن ما يدلّ على الدّيانة والأمانة دلالة ظنّية. [إذ] (¬4) لا طريق إلى العلم بالبواطن؛ وهذا ظاهر في الصّحابة, فإنهم كما قال المنصور بالله: ((لولا ثقل موازينهم في الشّرف والدّين ما تبعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , ومالوا عن إلف دين الآباء, والأتراب والقرباء إلى أمرٍ شاقّ على القلوب, ثقيل على النّفوس, لا سيّما وهم في ذلك الزّمان أهل الأنفة العظيمة والحميّة الكبيرة,
¬_________
(¬1) ما بين المعكوفين سقط من (أ) و (ي) , والمثبت من (س).
(¬2) في (أ) و (ي): ((قوم)) , والتصويب من (س).
(¬3) كما في قصة الطّفيل بن عمرو الدّوسي في ((الصحيح)) , وقصة إسلام أبي ذرّ الغفاري في ((الصحيحين)) وغيرها.
(¬4) من (ي) و (س) , وفي (أ): ((و)).

الصفحة 109