كتاب الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - (اسم الجزء: 1)

عليك كتاب الله لا تتعدّه ... ففيه هدى للزّيغ ماح وقامع
وما سنَّهُ النّبي محمدٌ/ ... فقد خاب عاصيه وفاز المتابع
فخير الأمور السّالفات على الهدى ... وشرّ الأمور المحدثات البدائع

ومن ذلك قول الحافظ أبي عبد الله الذّهبي:
العلم قال الله قال رسوله ... إن صحّ والإجماع فاجهد فيه
وحذار من نصب الخلاف جهالة ... بين النّبي وبين رأي فقيه (¬1)

ومن ذلك قول بعضهم (¬2):
دين النّبي محمد آثار ... نعم المطيّة للفتى الأخبار
لا ترغبنّ عن الحديث وأهله ... فالرّأي ليل والحديث نهار

وممّا قلت في ذلك:
العلم ميراث النّبي كذا أتى ... في النّصّ, والعلماء هم ورّاثه
فإذا أردتّ حقيقة تدري بمن (¬3) ... وُرَّاثه فكَّرت ما ميراثُه
ما ورّث المختار غير حديثه ... فينا, وذاك متاعه وأَثاثه
فلنا الحديثُ وراثة نبويّة ... ولكلّ مُحدِث بِدعةٍ إِحداثُه

ومما قلت في الرّدّ على من كره تمسّكي بالسّنة (¬4):
¬_________
(¬1) نسبه له جماعة. انظر: ((الرد الوافر)): (ص/67).
(¬2) البيتان في ((شرف أصحاب الحديث)): (ص/76) , و ((جامع بيان العلم وفضله)): (2/ 35) , و ((الإلماع)): (ص/38) , وفي كل مصدر نسبت إلى قائل.
(¬3) في (س): ((لمن)).
(¬4) والقصيدة أطول مما هنا.

الصفحة 11