كتاب الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - (اسم الجزء: 1)
يا لائمي كُفّ عن لومي ومعتقدي ... قول النبي فهمّي في تعرُّفِه
فما قفوت سوى آثار (¬1) منهجه ... ولا تلوثُ سوى آياتِ مُصحفِه
ففي المجازات أمضي نحو مَعْلمه ... وفي المحاراة أبقى وسط موقِفِه
وإذا سعيت فسعي نحو كعبته ... وإن وقفت ففي وادي معرَّفه
وحقّ حبّي له أنّي به كلفٌ ... يغنيني الطّبع فيه عن تكلّفه
هذا الذي كثّر العذّال فيه فما ... تعجَّب القلب إلا من مُعَنِّقه
يستأهل القلب ما يلقاه إن بقيت ... له علاقة توليع بمألفه
ومما قلت في ذلك: القصيدة الطويلة (¬2) التي أوّلها:
ظلَّت عواذله تروح وتغتدي ... وتُعيدُ تعنيف المحبّ وتَبْتَدي
يا صاحِبيَّ على الصَّبابة والهوى ... من مِنكما في حبِّ أحمد مُسعدي
حسبي بأني قد شُهرتُ بحبِّه ... شرفاً ببردته الجِميلةِ أَرتدي
لي باسمه وبحبّه وبقربه ... ذِمَمٌ عِظامٌ قد شَدَدت بها يدي
ومحمد أوفى الخلائق ذمّة ... فليبلغنّ بي الأماني في غَدِ
يا قلبُ لا تستبعدنَّ لقاءه ... ثق باللقاء, وبالوفاء فكأَن قَدِ
يا حبَّذا يوم القيامة شُهرتي ... بين الخلائق في المقام الأحمدِ
¬_________
(¬1) في (س): ((آيات))!.
(¬2) وقد أنشأها المصنف في سنة (808هـ) وعدد أبياتها مئة وثلاثة أبيات.
ولما رآها شيخه المردود عليه علي بن محمد بن أبي القاسم, انتقد ما فيها بتشنيع وتحامل, فردّ عليه أخو المصنف الهادي بن إبراهيم الوزير بمصنّف سمّاه ((الجواب الناطق بالحق اليقين الشافي لصدور المتقين)) مخطوط بالجامع الكبير بصنعاء في (136ق). وعندي نسخة منه.
الصفحة 12
745