كتاب الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - (اسم الجزء: 1)
متعيّن)). انتهى ما حكاه النّووي -رحمه الله تعالى- في هذا.
ونقلت من خط شيخنا الحافظ العلامة شيح الحرمين الشّريفين جمال الدين /كعبة الطّالبين: محمد بن عبد الله بن ظهيرة (¬1) - رضي الله عنه - في ذلك عجباً عجيباً, وكان يقول: إذا صحّ الحديث فهو مذهبي, إذا صحّ الحديث فاضربوا بقولي الحائط, وسلك في ذلك أسلوباً غريباً حتّى إنّ أكبر أصحابه أبا يعقوب يوسف بن يحيى البويطي كشط يوماً شيئاً من كتابه, فقيل له في ذلك؟ فقال: هذا صاحبنا أوصانا به, وحكى - رضي الله عنه - بإسناد (¬2) إلى الربيع بن سليمان أنّه قال: سمعت الشّافعيّ - رضي الله عنه - يقول -وسأله رجل عن مسألة- فقال: روي عن النّبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال كذا وكذا. فقال له السّائل: أتقول بهذا يا أبا عبد الله؟ فارتعد الشّافعي واصفرّ وحال لونه وقال: ويحك! أيّ أرض تقلّني وأيّ سماء تُظلّني إذا رويت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً [و] (¬3) لم أقل به!؟ نعم على الرأس والعين (¬4).
وفي رواية فقال الشّافعيّ: تراني في بيعة أو كنسية؟ تراني على زيّ الكفّار؟ هو ذا تراني في مسجد المسلمين على زيّ المسلمين, مستقبل قبلتهم أروي حديثاً عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ولا أقول به))؟
¬_________
(¬1) توفي سنة (817هـ) , ترجمته في: ((إنباء الغمر)): (7/ 157) , و ((الضوء اللامع)): (8/ 93).
(¬2) كذا في الأصول, وفي (ت): ((بإسناده)).
(¬3) سقطت من (أ) و (ي).
(¬4) القصة في ((مناقب الشّافعي)): (1/ 470) للبيهقي.