كتاب الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - (اسم الجزء: 1)

ويلحق بهذا فائدة تزيد ما ذكرناه تحقيقاً, وتزيد أئمة الحديث توثيقاً, وهي: أنّ المشهورين بتجويز الكذب في الحديث من الحشويّة الطّائفة المسمّاة بالكرّاميّة, وقد أطلق (¬1) الرّازي (¬2) نسبة هذا إلى الكرّاميّة, وحقّقه الإمام أبو بكر محمد بن منصور السّمعاني (¬3) فنسبه إلى بعضهم فيما لا يتعلّق بالأحكام مما يتعلّق بالتّرغيب والتّرهيب, والمحدّثون براء من هذه الطّائفة, وقد تكلّموا عليهم في غير كتاب فممن تكلّم عليهم الذّهبيّ في ((ميزان الاعتدال)) (¬4) , فإنّه قال في ترجمة ابن كرّام -شيخ هذه الطّائفة- ما لفظه: ((محمد بن كرّام العابد المتكلّم ساقط الحديث على بدعته, أكثر عن أحمد الجويباري, ومحمد بن تميم السّعديّ, وكانا كذّابين.
قال ابن حبان /: خُذل حتّى التقط من المذاهب أرداها (¬5) , ومن الأحاديث أوهاها.
وقال أبو العبّاس (¬6): شهدت البخاريّ, ودفع إليه كتاب من ابن كرّام يسأله عن أحاديث منها: الزّهري عن سالم عن أبيه مرفوعاً: ((الإيمان لا يزيد ولا ينقص)) , فكتب البخاريّ على ظهر كتابه: من
¬_________
(¬1) في (س): ((يطلق))!.
(¬2) ((المحصول)): (2/ 153).
(¬3) المتوفى (510) , ترجمته في ((طبقات الشافعية الكبرى)): (7/ 5 - 11) , و ((السير)): (19/ 371).
(¬4) (5/ 146).
(¬5) في (س): ((أرذلها)).
(¬6) أيّ: السّراج.

الصفحة 239