كتاب الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - (اسم الجزء: 1)
السّوداء في الثّور الأبيض.
وأمّا القول بعصمة كلّ من رأى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - , أو بعدالة من تعمّد الكبائر من أهل ذلك العصر؛ فلم يقل بذلك أحد منهم قولاً صريحاً, وإن كان عموم كلام بعضهم يقتضيه فالنّصّ (¬1) الصّريح يخصّص اللّفظ العامّ, وقد ذكر النّواويّ -رحمه الله- في ((شرح مسلم)) (¬2) , وغيره من أهل الشّروح والتّاريخ أنّه ارتدّ عن الإسلام جماعة ممن يطلق عليه اسم الصّحبة.
وذكر ابن عبد البرّ في ((الاستيعاب)) جماعة جرّحهم وبيّن كلام أئمة الحديث فيهم.
منهم: الوليد (¬3) وقد مرّ كلام الأئمة فيه, ومنهم بسر (¬4) بن أرطأة (2 ذكره ابن عبد البرّ (¬5) , وذكر ما له من الأفعال القبيحة, وقال فيه: ((قال أبو الحسن الدّارقطنيّ: بسر بن أرطأة (¬6) له صحبة, ولم يكن له استقامة بعد النّبيّ/ - صلى الله عليه وسلم - وهو الذي قتل طفلين لعبيد الله بن العبّاس)).
وأنشد ابن عبد البرّ لأمّهما عائشة بنت عبد المدان:
¬_________
(¬1) في (س): ((فالنظر)).
(¬2) (3/ 136).
(¬3) ((الاستيعاب)): (3/ 631) بهامش ((الإصابة)).
(¬4) في (ت): ((بشر)) , وهو قول آخر في اسمه ذكره الخطيب في ((تاريخ بغداد)): (1/ 210).
(¬5) ما بينهما ساقط من (س).
(¬6) ((الاستيعاب)): (1/ 156 - 163).