كتاب الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - (اسم الجزء: 1)

على أنّه متأوّل.
الثالث: أنّ أهل الحديث لا يكرهون العاصي من الصّحابة, وإنّما يكرهون معصيته, ويحبونه لإسلامه وصحبته, ويترحّمون عليه ويرضون (¬1) عنه, ويذكرون ماله من الفضائل ولا يسبّونه ولا يؤذونه, وتفصيل المقاصد والحجج مما لا يتّسع له هذا الموضع.
وللزّيديّة مثل ذلك بل أكثر منه في حقّ الحسين بن القاسم (¬2) , ومن ينتسب إليهم.
وللمعتزلة مثل ذلك في حق ابن الزّيّات (¬3) ,/والصّاحب الكافي (¬4) , ونحوهما لمن يميل إلى مذهبهم.
وأمّا قول المعترض: إنّ أهل الكتب السّتّة رووا عن الوليد؛ فجهل وغلط, وأمّا قوله: إن أبا داود روى عنه؛ فروى عنه حديثاً واحداً بعد أن رواه من ستّ طرق؛ وقد روى أبو داود: أنّه شرب
¬_________
(¬1) في (س): ((ويترضون)).
(¬2) وهو: العياني تقدّم بعض ما يتعلق بترجمته.
(¬3) وهو: الوزير أبو جعفر محمد بن عبد الملك الزيات, وزر للمعتصم-وكان يقول بخلق القرآن- عارف بالأدب وفنونه, ت (233).
انظر: ((وفيات الأعيان)): (5/ 194) و ((السير)): (11/ 172).
(¬4) وهو: الوزير, الأديب أبو القاسم إسماعيل بن عبّاد الطّالقاني, اشتهر (بالصّاحب) لصحبته الوزير أبا الفضل بن العميد, وكان شيعياً, معتزلياً, مبتدعاً. ت (385). وكان قد لقّب: كافي الكفاة.
انظر: ((إرشاد الأريب)) (6/ 168) , و ((وفيات الأعيان)): (1/ 228).

الصفحة 255