كتاب الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - (اسم الجزء: 1)

الخمر, وحدّ عليها (¬1) , فكيف تكون روايته عنه مع هذا كلّه تعديلاً له؟ فالرّواية من غير متابع ولا شاهد, ولا جرح للرّاوي ليست تعديلاً, كيف مع جرحه, ومع ذكره بعد (¬2) غيره على سبيل الاستشهاد؟!.
وأنا أذكر الحديث الذي رواه عنه, وطرقه, وسبب استشهاده بحديث الوليد فأقول: بوّب أبو داود باباً في كراهية الخلوق للرّجال (¬3) , وذكر ما ورد في ذلك, واستوفى الطّرق, ولم يقتصر على الطّرق الصّحيحة.
وروى عن عمّار بن ياسر - رضي الله عنه - أنّه قال: قدمت أهلي وقد تشقّقت يداي فخلّقوني بزعفران, فغدوت على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - , فسلّمت عليه, فلم يردّ عليّ ولم يرحّب بي, وقال: ((اذهب فاغسل هذا عنك)) فذهبت فغسلته, ثمّ جئت [وقد بقي عليّ منه ردع فسلّمت, فلم يردّ علي, ولم يرحّب بي, وقال: ((اذهب فاغسل هذا عنك)) فذهبت فغسلته, ثم جئت] (¬4) فسلّمت عليه, فسلّم عليّ, ورحّب بي, وقال: ((إن الملائكة لا تحضر جنازة الكافر بخير, ولا المضمّخ بالزّعفران, ولا الجنب [قال] ورخّص للجنب إذا نام أو أكل أو شرب أن يتوضّأ)) (¬5).
¬_________
(¬1) ((السنن)) (4/ 622) , وتقدم تخريج مسلم له.
(¬2) في (س): ((من))!.
(¬3) ((السنن)): (4/ 402).
(¬4) ما بين الحاصرتين من ((سنن أبي داود)).
(¬5) من طريق عطاء الخرساني, عن يحيى بن يعمر, عن عمار بن ياسر به.
وفيه عطاء الخرساني, متكلّم فيه من قبل حفظه, ويرسل ويدلّس.
((تهذيب التهذيب)): (7/ 212) ويحيى بن يعمر لم يسمع من عمّار, كما في ((جامع التحصيل)): (ص/299).

الصفحة 256