كتاب الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - (اسم الجزء: 2)

التّعمّق في علوم أخر تناسب نوع الكلام, وتبيّن (¬1) أنّ الطريق إلى حقائق المعرفة من هذا الطريق مسدود. نعم (¬2) لا ينفك الكلام عن كشف وتعريف وإيضاح لبعض الأمور, ولكن على النّدور في أمور جليّة تكاد تفهم قبل التّعمّق في صنعة الكلام)) انتهى كلام الحجّة في ((الإحياء)).
وله [في] (¬3) كتاب ((المنقذ من الضّلال والمفصح بالأحوال)) (¬4) مثل هذا في ذمّ الكلام, والقول بأنّ أدلّته لا تفيد اليقين.
وقال أيضاً في كتاب ((التّفرقة بين الإيمان والزّندقة)) (¬5) وقد ذكر علم الكلام ما لفظه: ((ولو تركنا المداهنة لصرّحنا بأنّ الخوض في هذا العلم حرام)).
فهذه نصوص الغزّالي الذي قيل فيه: لم تر العيون ولا بعده أذكى منه. وذكر شيخ الاعتزال أبو القاسم البلخيّ الكعبيّ [العامّة] (¬6) في كتابه ((المقالات)) (¬7) وأثنى على عقيدتهم, وعدّهم فرقة مستقلة وقال: هنيئاً لهم السّلامة, وذكر الإمام المؤيّد بالله -أجلّ علماء الزّيديّة, وشيوخ علم النظر-: كراهة التّعمّق في علم الكلام, ونهى عن ذلك, وحث على الاشتغال بالفقه, وطوّل الكلام
¬_________
(¬1) في (س): ((وتحقق)).
(¬2) في (س): ((ولعمري)).
(¬3) زيادة من (س).
(¬4) (ص/24).
(¬5) طبع في القاهرة بعنوان: ((رسالة في الوعظ والعقائد)).
(¬6) أي: أهل السنة, ((والعامة)) سقطت من (أ).
(¬7) ذكره في ((كشف الظّنون)): (2/ 1782).

الصفحة 344