كتاب الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - (اسم الجزء: 2)

العلم للرّحمن جلّ جلاله ... وسواه في جهلاته يتغمغم
ما للتّراب وللعلوم وإنّما ... يسعى ليعلم أنّه لايعلم

[وله] (¬1)
نهاية إقدام العقول عقال ... وأكثر سعي العالمين ضلال (¬2)

قال القرطبي في ((شرح مسلم)) (¬3) ما لفظه: ((وقد رجع كثير من أئمة المتكلّمين عن الكلام بعد انقضاء أعمار مديدة وأمداد (¬4) بعيدة, فمنهم: إمام المتكلّمين أبو المعالي, فقد حكى عنه الثّقات أنّه قال: ((لقد خلّيت أهل الإسلام وعلومهم, وركبت البحر الأعظم, وغصت في الذي نهوا عنه, كلّ ذلك رغبة في طلب الحقّ وهرباً من التّقليد, والآن قد رجعت (1عن الكل (¬5) إلى كلمة الحق, عليكم بدين العجائز, وأختم عاقبة أمري عند الرّحيل بكلمة الإخلاص, والويل لابن الجويني!)).
وكان يقول لأصحابه: ((يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام, فلو عرفت أنّ الكلام يبلغ بي ما بلغ ما تشاغلت به)).
وقال أحمد بن سنان: كان الوليد بن أبان الكرابيسي خالي, فلما حضرته الوفاة قال لبنيه: أتعلمون أحداً أعلم منّي؟ قالوا: لا.
¬_________
(¬1) زيادة من (ي).
(¬2) وتمام الأبيات في هامش (ت) , وترجمات الفخر.
(¬3) ((المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم)): (6/ 692 - 693).
(¬4) في ((المفهم)): ((وآماد)).
(¬5) ما بينهما ساقد من (س).

الصفحة 348