كتاب الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - (اسم الجزء: 2)

في (¬1) ذلك, وقد صرّح الرّجال بردّ هذا المذهب, ونقض شبه من ذهب إليه, وقد ذكرت آنفاً أنّه لو لزمهم مذهب من ينسب إليهم للزم المعتزلة والزّيديّة كثير من المذاهب الباطلة, /وقد ردّ الغزّالي على من قال بذلك, وبالغ الجويني في ((البرهان)) (¬2) في إبطال هذا القول, وكذلك ابن الحاجب في ((مختصر المنتهى)) (¬3) وكذلك شرّاحه من الأشعرية, وذلك معروف في مواضعه فلا نطوّل بنقل ألفاظهم فيه.

الوهم السّادس عشر: وهم المعترض أنّهم قد دفعوا الضّرورة في تجويز تعذيب الأطفال بذنوب آبائهم, وليس كذلك لوجهين:
الوجه الأول: أنّهم لم يجمعوا على القول بهذه المسألة, فنسبتها (¬4) إلى جميعهم غير صحيحة. قال الإمام النّووي في ((شرح مسلم)) (¬5) وقد ذكر الأقوال في أطفال المشركين حتّى قال ما لفظه: ((وثانيها: الوقف, وثالثها: ما ذهب إليه المحقّقون: أنّهم من أهل الجنّة, ويستدلّ لهم بأشياء منها: حديث إبراهيم الخليل - صلى الله عليه وسلم - ((حين رآه النّبي - صلى الله عليه وسلم - في الجنّة وحوله أولاد النّاس قالوا: يا رسول الله! وأولاد المشركين؟ قال: وأولاد المشركين)). رواه البخاري في ((صحيحه)) (¬6)
¬_________
(¬1) ما بينهما ساقط من (س).
(¬2) (1/ 104).
(¬3) (1/ 413) مع ((بيان المختصر)).
(¬4) في (س): ((فنسبته)).
(¬5) (16/ 208).
(¬6) ((الفتح)): (12/ 457). ومسلم برقم (2275) من حديث سمرة بن جندب - رضي الله عنه -.

الصفحة 368