كتاب الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - (اسم الجزء: 2)

أحدهما: كتاب ((رياض الصّالحين)) (¬1) في الرّقائق.
وثانيهما: كتاب ((روضة الطّالبين)) (¬2) في الفقه, ذكره منه في كتاب الجنائز, وقد ذكر الذّهبي (¬3) في ذلك وجهاً آخر, وهو أنّ ما يصيب المسلم (¬4) في قبره من ضمة القبر ونحوها, من جملة آلام الدّنيا التي يبتلى بها الصّالحون, وهو صحيح على أصول المعتزلة, فإنّ العوض من الله تعالى ممكن في ذلك, وكذلك الاعتبار, فإنّ المكلّفين يعتبرون بذلك حين يعلمونه, وهذا إنّما ذكره الذّهبي في ضمّة القبر لورود النّصّ الصّحيح: ((أنّ القبر ضمّ سعد بن معاذ, وأنّ العرش اهتزّ لموته, وأنّ الله أهبط لموته سبعين ألف ملك)) (¬5) , ومثل هذا الوجه يمكن في جميع ما يلحق المؤمن في القبر, ويوم القيامة, وتأويل البخاريّ والنّووي أكثر ملاءمة لقوله تعالى: ((لا يحزنهم الفزع الأكبر)) [الأنبياء/103] , ((وهم من فزع يومئذٍ آمنون)) [النمل/89] ونحوذلك.
وقد ذكرت في ((الأصل)) (¬6) أنّه يحتمل أن يكون (¬7) سبباً لعذاب
¬_________
(¬1) (ص/394) كتاب: عيادة المريض, وتشييع الميت ...
(¬2) (2/ 145).
(¬3) ((سير أعلام النّبلاء)): (1/ 290) في ترجمة سعد بن معاذ.
(¬4) في (س): ((المؤمن)).
(¬5) أخرجه النسائي: (4/ 100 - 101) , وسنده صحيح. ولبعضه شواهد في الصحيحين.
(¬6) (7/ 279).
(¬7) أي: البكاء.

الصفحة 378