كتاب الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - (اسم الجزء: 2)

آصل وأصلح وأطيب في [الصّوت] (¬1) والنّظر, وارتفع شأنه, وتولّى القضاء, وكان محدّثاً يستعمل الحديث في مناظراته ومجالسه. ومن كلامه: إذا جالت فرسان الأحاديث في ميادين الكفاح, طارت رؤوس المقاييس في مهبّات (¬2) الرّياح.
ولمّا حكى ابن خلكان كلام الحافظ (¬3) عماد الدّين هذا, أورد بعده كلاماً رواه عن الغزّالي, فكلام الغزّالي ذلك شاهد ببراءة الغزّالي من القول بتصويب يزيد في قتل الحسين, وإنّما تكلّم في مسألتين غير ذلك:
إحداهما: تحريم اللّعن ولم يخص [يزيد] (¬4) بذلك, فهو مذهبه في كلّ فاسق وكافر كما رواه عنه النّووي في ((الأذكار)) (¬5) , وقد ذكر النّووي أنّ ظاهر الأخبار خلاف ذلك, وقد أفردت الكلام على ذلك في كرّاس.
وثانيهما: القول بأنّ العلم برضا يزيد بقتل الحسين متعذّر, وليس في هذا نزاع, ولو أقرّ يزيد بلفظ صريح وسمعنا ذلك منه, لم نعلم أن باطنه كما أظهر, وقد جهل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بواطن المنافقين, ووكل علم ذلك إلى الله تعالى, ولكن الحكم للظّاهر.
¬_________
(¬1) في (أ) و (ي): ((الصوب)) , وفي (س): ((الصور)) , والمثبت من ((الوفيات)) , و ((العواصم)): (8/ 41).
(¬2) في ((الوفيات)) , و ((العواصم)) , و (س): ((مهابّ)).
(¬3) أقول: إلكيا ليس من الحفّاظ.
(¬4) سقطت من (أ).
(¬5) (ص/507).

الصفحة 400