كتاب الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - (اسم الجزء: 2)

فوصف الرّجل بصفات الأسد من اللّبد وطول الأظفار, وكذلك لو أنّك وصفت الرّجل الشّجاع بجميع صفات الأسد وأسمائه, وذكرت محلّه وأشباله /ما ازداد المجاز إلا حسناً, ولم يكن ذلك مما يصعب تأويله في لغة العرب أبداً.
قال علماء المعاني: ولأجل البناء على تناسي التّشبيه صحّ التّعجّب في قوله:
قامت تظلّلني من الشّمس ... نفس أعزّ عليّ من نفسي
قامت تظلّلني فواعجبا (¬1) ... شمس تظلّلني من الشّمس
ولذلك صحّ النّهي عن التّعجّب في قوله:
لا تعجبوا من بلى غلالته (¬2) ... قد زرّ أزراره على القمر (¬3)
قالوا: ولهذا يبنى على علوّ القدر ما يبنى على علوّ المكان مثل قوله:

ويصعد حتّى يظنّ الجهول ... بأنّ له حاجة في السّماء (¬4)
كلّ هذا ذكره علماء المعاني والبيان, وقد رأيت تأكيد ما ذكروه
¬_________
(¬1) في نسخة: ((ومن عجب)) كذا في هامش (أ) و (ي) , وهو كذلك في (س).
(¬2) الغلالة بالكسر: شعار يلبس تحت الثوب. ((القاموس)): (ص/1343).
(¬3) البيت لابن طباطبا العلوي ت (332هـ). انظر: ((معاهد التنصيص)): (2/ 129).
(¬4) البيت لأبي تمّام. ((ديوانه)): (2/ 200) من قصيدة يرثي بها خالد بن يزيد الشيباني. والبيت في ((الديوان)) هكذا:
ويصعد حتّى لظنّ الجهول ... أنّ له منزلاً في السّماء
وذكر التبريزي أنّه في رواية: ((له حاجة)).

الصفحة 434