كتاب الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - (اسم الجزء: 2)

((الصّحيح)) (¬1) وليس المراد به القيامة, وذلك لأنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنّما قال: ((لا يأتي مئة سنة حتّى أتتكم ساعتكم)) هكذا ورد في بعض ألفاظ ((الصّحيح)) (¬2) وساعتهم هي الموت, وهو معنى صحيح قرآني.
قال الله تعالى في تسمية الموت بالسّاعة: ((ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتّى تأتيهم السّاعة بغتةً أو يأتيهم عذاب يوم عقيم, الملك يومئذ لله يحكم بينهم)) [الحج/55 - 56] قال الجوهري في ((صحاحه)) (¬3) سمّي يوم القيامة عقيماً؛ لأنّه لا موت بعده, قلت: ويدلّ على ما قاله الجوهريّ قوله تعالى: ((الملك يومئذ لله يحكم بينهم)) فدلّ على أنّ السّاعة في الآية هي الموت. وقد ظنّ بعض السّامعين للحديث أنّه أراد القيامة فإنّ في التّرمذي (¬4) وأبي داود (¬5) عن
¬_________
(¬1) البخاري ((الفتح)): (1/ 255) , ومسلم برقم (2537) من حديث ابن عمر ... -رضي الله عنهما-.
(¬2) لم أجده بهذا اللفظ, لا في الصحيح ولا في غيره.
ولكن أخرج أحمد: (1/ 93) , وأبو يعلى: (1/ 245) , والطبراني في ((الكبير)): ... (17/ 693) , وغيرهم, عن أبي مسعود - رضي الله عنه - أنه كان يظن أن قيام الساعة بعد مائة عام, ويفتي الناس بذلك, فبين له عليّ - رضي الله عنه - خطأه في ذلك.
قال الهيثمي في ((المجمع)): (1/ 203): ((رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط, ورجاله ثقات)) اهـ.
وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه في ((المسند)): (2/ 93).
(¬3) (5/ 1989).
(¬4) (4/ 451).
(¬5) (4/ 516).
أقول: وهذا في ((الصحيحين)) من رواية ابن عمر, ولم يختص بذكر ذلك التّرمذي وأبو داود!.

الصفحة 443