كتاب الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - (اسم الجزء: المقدمة)

فصل
في ذكر ما سنح من أشعار منه وإليه

فمن ذلك أبيات كتبها إليه حيّ صنوه السيد الإمام العلاّمة جمال الدين الهادي بن إبراهيم, وقد شفي من مرض شديد:
بشرى بعافية العلوم كلامها ... وحديثها وحلالها وحرامها
وأصولها وفروعها وبيانها ... وبديعها وغريبها ونظامها
لمحمد شفيت وزال سقامها ... وبه شفاء الداء من أسقامها
لما ألمّ بجسمه ألم سرى ... منه إلى الأرواح في أجسامها
وشفاه من آلامه ربّ السّما ... فشفى علوم الدين من آلامها
حمداً لمن أولاك برد سلامة ... وحباك من تحف الهدى بسلامها
الله أحمد قد شفى لي مهجة ... هامت وحقّ لها عظيم هيامها
لمحمد عز الهدى وهو الذي ... قد حلّ في العلياء فوق سنامها
هذا الذي أحيا العلوم وذا الذي ... أحيا التلاوة فهو بدر ظلامها
الله قلدني بذلك نعمة ... عظمى ينوء الشكر تحت مصامها

لو إنّ عدناناً حبتني كلّها ... ببيان منطقها وحسن كلامها
ما كنت أبلغ شكرها من نعمة ... لو كانت الأشجار من أقلامها.

الصفحة 47