كتاب الهمة طريق إلى القمة

ويقرأ سبعة أجزاء من القران في الصلاة, ثم يدعو بالأدعية المأثورة, ثم يذكر الله سبحانه وتعالى, ثم يصلي الفجر, ثم يشتغل بتلاوة القرآن إلى صلاة الإشراق, ثم يصلي ويجلس للدرس والإفادة فيدرس إلى زوال الشمس, ثم يتغدى ومعه جماعة من المحصلين عليه, ثم يقيل ساعة, ثم يصلي الظهر, ثم يجلس للإفتاء فيشتغل به إلى العصر, ثم يصلي, ثم يشتغل به (¬1) , ثم يصلي ويقبل على أصحابه , فيتحدث معهم إلى العشاء, ثم يدخل في حجرته ويشتغل بمطالعة كتبه التي يدرسها إلى الثلث الأول من الليل, ثم يدخل في المنزل, وكان من الخامسة عشرة من سنه إلى أربع وخمسين صرف عمره على هذا الطريق)) (¬2).
وقال أبو العباس ثعلب (¬3):
((ما فقدت إبراهيم الحربيّ (¬4) من مجلس لغة ولا نحو, من خمسين سنة)) (¬5).

وفي الختام أسأل الله تعالى أن يجعلني والقارئين من أهل الهمّة العالية, وأن يبارك لنا في أوقاتنا وأعمالنا, وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
****
¬_________
(¬1) أي بالأفتاء.
(¬2) ((الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام)): 5/ 342 - 343.
(¬3) العلامة المحدِّث, إمام النحو, أبوالعباس أحمد بن يحيى بن يزيد, الشيبانيّ بالولاء, البغداديّ, صاحب التصانيف, ولد سنة 200,
وكان ثقة حجة, ديناً صالحاً, مشهوراً بالحفظ, عُمِّر وأصم, وصدمته دابة فوقع في حفرة, ومات فيها سنة 291 رحمه الله تعالى.
انظر ((سير أعلام النبلاء)): 2/ 982.
(¬4) الشيخ الإمام, الحافظ العلامة وشيخ الإسلام, أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم البغداديّ الحربيّ, صاحب التصانيف. ولد سنة 198, كان إماماً في العلم, رأساً في الزهد, عارفاً بالفقه, بصيراً بالأحكام, حافظاً للحديث, مميزاً للعلة, صنف كتباً كثيرة, توفي سنة 258 رحمه الله تعالى. انظر ((سير أعلام النبلاء)): 3/ 356 - 372.
(¬5) نزهة الفضلاء: 2/ 982.

الصفحة 73