كتاب تبسيط العقائد الإسلامية

خلاصة
... وخلاصة القول بعد عرض الأمور السابقة أن كل ما قيل في تحضير الأرواح المزعومة قيل في تحضير الجن، وأن كل ما تفعله الجن تفعله الأرواح، وأن محضري الأرواح لو اتصلوا بمحضري الجن لقالوا: لقد كنا مخدوعين حين صدقنا أن ما نستحضره هو أرواح الموتى، والحقيقة أنها ألعاب الجن، ولو اتصل محضرو الجن بمحضري الأرواح لقالوا: لو علمنا حقيقة محضري الأرواح لادعينا ادعاءهم وأوهمنا الناس أننا نحضر أرواحاً علوية، ولكسونا أعمالنا كسوة علمية لكي يلبس الوهم ثوب الحقائق.
فالكل يستحضر الجن بطرق شتى يستوي فيها طريقة المندل، والتعاويذ السحرية المبنية على امتهان القرآن والحديث وكل ما هو مقدس شرعاً، وطريقة السلة وعلبة السجاير، ولعبة الحروف الأبجدية، والأرقام الحسابية، وطريقة القاعة المغلقة وطريقة الآلات المتحركة والوسيط وغيرها.
ويستوي ظهورهم على لسان إنسان، أو في شكل نور، أو ريح أو سحاب في سقف حجرة أو في شكل ولي، أو غير ذلك.
ولن نستطيع حين ندرس تحضير الجن، وتحضير الأرواح أن نجد أي فارق في النتيجة والأثر.
إذا عرفنا هذا وعرفنا أن هذا الذي يحدث في تحضير الأرواح المزعومة هو نفسه أعراض الجن وأعمالها، وأضاليلها ثم عرفنا مع ذلك أن أرواح الموتى لا تسخر لأحد، ولا تحيا حياتنا، ولا يمكن أن تكذب، أو تخدع، أو تدعي غيباً مستقبلاً كما أنها مشغولة بما هي فيه من نعيم أو عذاب ... الخ ما سبق ذكره.
إذا ثبت هذا كله في ذهن القارئ أدرك أن تحضير الأرواح هو بيقين تحضيراً للجن لا لأرواح الموتى.

الصفحة 205