كتاب السبحة تاريخها وحكمها

أرمينية, وقفقاسيا, والإسكندرية, والأنطاكية, وتدمر. وأما الفرقة هِنايانا فانتشرت عقيدتها في الغالب في جنوب آسيا, جنوب الهند, وسيلان, وبنغال, وبورما, وسيام, وانتشر استعمال السبحة بين رهبان هاتين العقيدتين في تلك البلاد المختلفة, فلما ظهرت النصرانية أخذ رهبانها استعمالها منهم. لم يعرف المسلمون استعمالها عند ظهور الإِسلام, فكانوا يحسبون ويعدون أذكارهم وأمورهم إمّا بواسطة الأنامل, أو الحصى, أو نواة البلح, أو الأشجار, أو الخيوط المعقودة. أما بواسطة الأنامل ففي الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام: ((إِنا أمة أمية, لا نكتب ولا نحسب, الشهر هكذا وهكذا)) يعني مرة تسعة وعشرين, ومرة ثلاثين. فقد أشار فيه بالأيدي متعمداً على عدد أصابعها. وفي حديث آخر عن حُميصة بنت ياسر عن جدتها يُسَيْرَةَ, وكانت من المهاجرات, قالت: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عليكن بالتسبيح, والتهليل, والتقديس, واعقدن بالأنامل, فإِنهن

الصفحة 45