كتاب السبحة تاريخها وحكمها

فكان يدعى ((ذا الثفنات)). وهو يدل على أنه كان يعد تركعه بالأشجار.
أما بواسطة الخيوط المعقودة فكان لأَبي هريرة خيط فيه أَلْفا عُقْدَة, فلا ينام حتى يسبّح, وكان لفاطمة بنت الحسين ابن علي خيط معقود تسبح به.
جميع هذه النصوص التي سردناها لك تدل على أن المسلمين إلى القرن الأول الهجري, بل إلى أوائل القرن الثاني الهجري -فإن علي بن عبد الله ابن العباس توفي سنة 110هجرية- لم يكونوا عرفوا استعمال السبحة, ويؤيد رأينا هذا ما نقله العلامة الزبيدي في التاج من قول شيخه, قال: وقال شيخنا: إنها (أي السبحة) ليست من اللغة في شيء, ولا تعرفها العرب, إنما حدثت في الصدر الأول إعانةً على الذكر وتذكيراً وتنشيطاً. على أنه يظهر أن النصف الثاني من القرن الثاني الهجري كان استعمالها قد تسرب بين المسلمين, فإن الشاعر أبا نواس ذكرها وهو في السجن, في قصيدة خاطب بها الوزير ابن الربيع في عهد

الصفحة 48