كتاب الأحاديث الطوال للطبراني - ط المكتب الإسلامي

ما لهم من الله من عاصم، ينادي بعضهم بعضا، وهو الذي يقول الله عز وجل {يوم التناد} [غافر: 32] فبينا هم على ذلك إذ تصدعت الأرض تصدعين من قطر إلى قطر، فرأوا أمرا عظيما لم يروا مثله، وأخذهم لذلك من الكرب والهول ما الله به عليم، ثم تطوى السماء فإذا هي كالمهل، ثم انشقت السماء فانتثرت نجومها، وخسفت شمسها وقمرها ". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الأموات لا يعلمون بشيء من ذلك ". قال أبو هريرة: يا رسول الله، من استثنى الله عز وجل حين يقول {ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله} قال: " أولئك الشهداء، إنما يصل الفزع إلى الأحياء، وهم أحياء عند ربهم يرزقون، فوقاهم الله فزع ذلك اليوم وأمنهم منه، وهو عذاب الله يبعثه الله على شرار خلقه، وهو الذي يقول الله عز وجل {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم. يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد} [الحج: 1] فيكونون في ذلك البلاء ما شاء الله، إلا أنه يطول، ثم يأمر الله عز وجل إسرافيل بنفخة الصعق، فيصعق أهل السماوات والأرض إلا من شاء الله، فإذا هم قد خمدوا جاء ملك الموت إلى الجبار عز وجل فيقول: يا رب، قد مات أهل السماوات والأرض إلا من شئت، فيقول الله عز وجل وهو أعلم بمن بقي: فمن بقي؟ فيقول: يا رب، بقيت أنت الحي الذي لا يموت، وبقيت حملة عرشك، وبقي جبريل وميكائيل، بقيت أنا، فيقول عز وجل: ليمت جبريل وميكائيل، فينطق الله العرش فيقول: يا رب، يموت جبريل @

الصفحة 106